تواصل يفتتح مؤتمره العام العادي الرابع بقصر المؤتمرات
افتتح حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" مساء اليوم الجمعة 23 ديسمبر 2022 بقصر المؤتمرات في العاصمة نواكشوط، مؤتمره العام العادي الرابع تحت شعار: "معا نحقق الإصلاح ونكسب الرهان".
وحضر حفل انطلاقة المؤتمر رؤساء هيئات دستورية، وأعضاء في السلك الدبلوماسي، وقادة أحزاب سياسية من الموالاة والمعارضة، ومركزيات عمالية، وشخصيات وطنية، إضافة إلى ممثلي أحزاب وحركات سياسية من عدة دول، أبرزها فلسطين، والمغرب، والجزائر، وتونس، والسنغال.
وفي كلمة له بالمناسبة قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" حبيب ولد حمديت، إن اجتماعات اللجنة التحضيرية واللجان المتفرعة منها انتظمت بعد تجاوز مرحلة الانطلاقة المتأخر نسبيا والتي استأثرت ـ كما أسلفنا ـ بوضع الخطط وتحديد المهام لنباشر بعدها بالدخول في المراحل العملية التنفيذية حيث انتظمت الاجتماعات الأسبوعية للجنة التحضيرية واللجان المتفرعة عنها دون كلل أو ملل، فكانت الجدية والمسؤولية وروح الشورى والديمقراطية هي السمة الغالبة على أجواء النقاش والتداول داخل أروقة مختلف اللجان العاملة؛ ما كان له أبلغ الأثر الإيجابي فيما وصلنا إليه الآن.
وأكد ولد حمديت أن انعقاد المؤتمر الحزبي وفق التوقيت المحدد له يُبرهن بجلاء على قيام قناعة صادقة وإرادة راسخة لدى أهل تواصل قيادة ومناضلين بضرورة استمرار وتيرة البناء المؤسسي واحترام النظم المُسَطّرة، معيرا عن أمله في أن تكون اللجنة قد وفقت نسبيا في مقاربة الرؤية الحسنة المرتسمة في مِخْيالِ الحضور الكريم لِما ينبغي أن يكون عليه الملمح العام لهذا الحدَث الفارق، والذي يتشكل أداءً وتفاعلاً بمشاركة الجميع مؤتمرين وضيوفا.
وذكر ولد حمديت بأن عدد المنتسبين لحزب "تواصل" في هذا الاستحقاق وصل إلى أكثر من 130 ألف منتسب، وهو ما تجاوز الرقم السابق للانتساب خلال المؤتمر الماضي بما يزيد على الثلاثين ألف منتسب.
وأضاف رئيس اللجنة التحضيرية حبيب ولد حمديت أنه أصبح للحزب ولأول مرة بُنى قاعدية في كل مقاطعات الوطن، مردفا أن ذلك يرسم بجلاء ملامح مستقبل سياسي واعد لحزب صاعد يحمل مشروعا وطنيا جامعا بمرجعية إسلامية لكل أهل موريتانيا دون استثناء.
وأكد ولد حمديت أن كل ذلك جرى مع استحضار وجوب الرجوع في كل مرة تستلزم ذلك إلى الجماهير المناضلة صاحبة القرار الأول والأخير في الشأن الحزبي والسياسي، إلى جانب قيام الحاجة إلى تكريس أعراف وتقاليد ديمقراطية في هذا المجال تُشكل إضافة نوعية من "المدرسة التواصلية" إلى الحياة السياسية الوطنية، سبيلا منا إلى بناء مؤسسة حزبية وطنية تتبنى الديمقراطية تصوراً نظرياً وتعيشها ممارسة عملية.
وشكر ولد حمديت كافة لجان المؤتمر العاملة على ما بذلوا ويبذلون من جهود كان لها الدور الفاصل في إنجاح المؤتمر، وفي القلب من كل ذلك المرأة التواصلية رمز التضحية والبذل المتجدد ونُكران الذات جنباً إلى جنب مع أخيها الشاب التواصلي الذي ضرب أروع الأمثلة في الإخلاص والعطاء والصبر والتضحية بالغالي في سبيل ما يؤمنون به.
بدوره قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" إن الحزب حرص رغم الإكراهات الجمة، والعوائق الكثيرة على أن يستمر ويواصل، ويسدد ويقارب، ويقوم بالممكن، وعلى رأس ذلك أن نحافظ على انتظام وسير مؤسساتنا، فضلا عن واجباتنا تجاه الوطن والمواطن، وقوفا مع المظلومين والمهمشين والمغبونين، وتنديدا بترك عموم الشعب عرضة لطحن الأسعار والغلاء، وفوضوية الأسواق، ووقعِ الاحتكار والمضاربات، ومواساةً للمتضررين سواء من وطأة الجفاف أو من أضرار العواصف والأمطار والسيول، تقديما للمتوفر، ومشاركة في الهَم.
كما حرصنا يضيف رئيس الحزب على أن نحترم - بكل صرامة - مواعيد استحقاقاتنا، ومحطات تقييم وتقويم أدائنا، ومنها المحطة التي نلتقي فيها اليوم، بعد مؤتمرات 2008 و2012 و2017، إنه موعد لا يخلفه التواصليون، يظهرون فيه للرأي العام الداخلي والخارجي أنهم أول المطبقين لما يدعون من شورى وتناوب، واحترام للنظم واللوائح، واحتكامٍ إلى إرادة وتوجيه وقرارات نقباء الصف الحزبي الوافدين من خارج البلاد ومن داخلها، فمرحبا بالعرفاء وهنيئا لكم بتزكية من خلفكم، وهنيئا لهم إذا انتدبوكم.
وأكد رئيس الحزب أن المأمورية التي أزفت كانت نهايتها حافلة ـ بتوفيق الله وفضله ـ بالعطاء، والإنجاز رغم الإكراهات الذاتية، والمحلية، والعالمية، ففيها تعززت المكاسب، فاحتفظ الحزب بريادة أحزاب المعارضة في استحقاقين انتخابـيـين برلماني ورئاسي، ومُثل في ولايات لم يكن ممثلا فيها من قبل، كما تعززت مؤسسيته الداخلية، وتكرست فيها روح العمل الجماعي، وانتظمت اجتماعات هيئاته واتخذت قراراته بشورية لا مطعن فيها، وتعززت مواقفه الرافضة للظلم والغبن والتهميش، وصدحت حناجر منتسبيه مطالبة بالعدل والحرية والكرامة والمساواة.
واشار رئيس حزب تواصل محمد محمود ولد سييدي، إلى أن قيادات الحزب جابت مختلف ربوع الوطن، فزارت قياداته خلال هذه الفترة كل ولايات البلاد، وجل مقاطعتها خارج المواسم الانتخابية، كما سير قوافل إغاثية للمتضررين من الكوارث الطبيعية، وكان مناضلو الحزب الأوفياء وقادته في الموعد غالبا كلما احتاج مواطنٌ، أو صرخ مستغيث بذلا للمتاح، وتعاطفاً وتضامنا عند الاقتضاء.
وأكد رئيس حزب تواصل أن شباب الحزب ونساءه ناضلوا في كل الساحات المتاحة، ميدانيا حين أتيح ذلك، وعبر فضاءات الرأي والتعبير المختلفة، مطالبين بالإصلاح، ورافضين للقرارات الخاطئة، وللواقع الصعب الذي يعيشه عموم الشعب.
وأضاف رئيس حزب تواصل "لقد وازنّا - بدقة - في هذه المرحلة بين المواقف المبدئية الناصعة التي لا تقبل المساومة، والقضايا الكبيرة، فوقـفنا بحدة في وجه المأمورية الثالثة، ورفضنا بصرامة تزوير الانتخابات والتلاعب بإرادة المواطنين، وأعلنا أكثر من مرة ضرورة وضع حد للفساد المستشري، والتبديد المتواصل لمقدرات الوطن، وممتلكات الشعب، كل ذلك مع مرونة سياسية في مواطنها كالمشاركة في جميع الحوارات وجلسات التشاور التي دعينا إليها، بروح انفتاح، وسعي للتوافق، وتعاط بحسن نية".
وأكد ولد سييدي أنهم عملوا على المشاركة في أي استحقاق انتخابي، ترجيحا لقناعتنا بالإيجابية، وتغليبا لخيار المشاركة والمغالبة على خيار المقاطعة والسلبية، مردفا أن الحزب حافظ على موقعه وموقفه، رغم كل أنواع الاستهداف، وحملات التشويش والتشويه، بل إنه عمق موقعه، ووسع جمهوره وحاضنته الشعبية، وزاد انتشاره في الوطن، فارتفع ـ بحمد الله وتوفيقه ـ عدد منتسبيه قبيل المؤتمر الحالي بنسبة 30% مقارنة مع عددهم قبيل المؤتمر السابق، وقد كانت هذه النسبة انعكاسا مباشرا لثقة التواصليـين والتواصليات، وقدرتهم على توصيل رسالة حزبهم، وحمل مشروعه المجتمعي إلى عموم المواطنين، فتدفقت أعداد المنضمين على مقرات الحزب في كل ربوع الوطن، ليتعاونوا مع إخوتهم في مساعي الإصلاح، وجهود التنمية، والعمل من أجل موريتانيا عادلة ومستقرة ومزدهرة.
وقد شهد الحفل مداخلات لعدد من الضيوف المدعوين من خارج الوطن، وكانت على النحو التالي:
- عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني بالجزائر
- ممدو سك، الأمين العام الوطنيين من أجل العدالة والتضامن من السنغال
- مختار كبى، رئيس التجمع الإسلامي في السنغال
- عبد العزيز العماري، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي
- عبد الرحمن بن فرح، نائب رئيس حركة مجتمع السلم
- الدكتور ممدو انيانك، نائب رئيس القوى الديمقراطية في السنغال
- عبد الهادي بلخيريه من حركة العدل والإحسان
- محمد العيادي، ممثل حركة النهضة التونسية
- محمد سعيد باه، رئيس منتدى التنمية
- عبد الحميد الجلاصي، قيادي إسلامي من تونس
- الحسن لو، حركة دول ياكا في السنغال
- سامي أبو زهري، من حركة المقاومة الا سلا مية "حماس".