نائب المذرذرة يكتب: من ازويرات إلى كيهيدي.. المسافة حُلم
على مسار الإنجازات تتواصل الخطى، رئيس الجمهورية في زيارة لولاية كوركل.
سُنة القرب من المواطنين ومتابعة أحوالهم ومعايشة آمالهم وأحلامهم تتواصل، وهي السنة التي بدأت من حافة موريتانيا الشمالية ومكنز حديدها وذهبها تيرس قبل ثلاثة أعوام، وتواصلت بزيارة بقية الولايات والإطلاع عن كثب على واقع سكانها.
في تيرس حينها كان الرئيس يعود إلى كل مداخلة، ويرد عليها على حدة، بتأن عحيب: "لست مستعجلا أبدا عنكم"..
وفي سماحة رحيمة: " لقد قلت هذا الكلام صباحا، ولكن سأعيده لعل أن يكون من بين الجمع من كان غائبا في الصباح".
وسعة أفق وطول باع تتفرع حسب مجال كل مداخلة، وتجتمع في بنية كلية أساسها الإحساس بالوطن وراعية المواطن: "إن استخراج الذهب له فوائد عظيمة على الوطن والمواطن، ولكن لن يستخرج أبدا في حال يلحق الضرر بأي مواطن".
هذا المستوى الكبير من فهم الآخر والموقف والمكانة، والجمع بين هذا الثلاثي دون إخلال يستحق الإعجاب والتعجب، خصوصا حين اتخذ الرئيسِ المواطنَ بوصلة وموجها لكل الردود، مع تحديد الأجوبة واختصارها على الكافي المفهوم الذي يوحي بصورة أو بأخرى إلى مفهوم "طرد الهم" عند ابن حزم الأندلسي في رسالته الخالدة.
إن عبارة كهذه في فقه الحكامة تؤدي أدوارا أخرى في فقه الخطابة، حين يكون المحكوم المرجع الذي يعتمد عليه الحاكم في إطار محكوميته واضعا إياه نصب عينيه في كل أعماله بل وتفكيره ودوده.. وما دام المواطن مركز الاهتمام "فقل حي على البناء".
بعدها بفترة كان رئيس الجمهورية في امبود لإطلاق السنة الدراسية، التي اختارها، عن وعي، لتكون الظرف المكاني لإعطاء إشارة إطلاق السنة الدراسية..
امبود مقاطعة عانت كثيرا مثلما عانت مقاطعات مثلها من التهميش ومن هدر الطاقات البشرية والاقتصادية..
في المقاطعة أطفال وشباب لو أدخلوا ضمن المدرسة الجمهورية، وتلقوا تعليما حقيقيا لائقا لحققوا المعجزات..
فإخوتهم الأكبر منهم سنا هم سادة الأعمال النبيلة في العاصمة وبعض المدن بشرف وكرامة، دون أن يتلقى غالبيتهم التكوين المناسب، كان ذلك قبل سنتين.
تحتضن مقاطعة امبود خزان فم لگليته الذي يعتبر أكبر سد في البلاد، وعن طريقه يمكن أن تحقق البلاد اكتفاءها الذاتي في ميدان الزراعة، لو كُوِّن العنصر البشري، وأدخل قليل من المكننة هناك.
بعدان، اعني البشري والاقتصادي، كانا حاضرين في ذهن الرئيس، وهو يقوم بزيارة المقاطعة.
اليوم يعود الرئيس لكوركل، هذه المرة لتدشين حزمة من المنجرات ووضع الأساس لأخرى، سكنا ومدارس ومنشآت صحية..
وبين ازويرات في أقصى الشمال إلى كيهيدي على خاصرة النهر توالت الزيارات الرئاسية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
كان المواطن البوصلة والسعي إلى تحسين حاله الموجه لعمل الرئيس والحكومة.
قد يقول قائل: ما زال الكثير لم يتحقق، وله نقول: الرئيس يدرك ذلك، وهو يعمل على حلحلة الأوضاع بصفة عامة..
بإيمان رئيس الجمهورية بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وقيادته فريقا صبورا يعمل لأجل هذه الأرض، وباعتماده سياسة المكاشفة والصراحة مع المواطن، سوف نعبر إلى الأمام.
النائب الداه صهيب