بسبب الجفاف.. منطقة كينية منكوبة تستجر الماء بالصهاريج (تقرير)
تعد تربية الماشية مصدر رزق السواد الأعظم للسكان في منطقة مانديرا شمال شرقي كينيا، الواقعة في المثلث الحدودي مع إثيوبيا والصومال، ويبلغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة.
ولعدم توفر البنية التحتية للكهرباء والمياه في القرى المترامية الأطراف، يلبي الأهالي احتياجاتهم واحتياجات مواشيهم من الماء من الآبار القريبة، وبرك المياه المنشأة من قبل السلطات المحلية، والأنهار.
ويواجه الآلاف من سكان مانديرا الذين يلبون احتياجاتهم من مياه الشرب وسقاية مواشيهم من هذه الموارد الآنف ذكرها، خطرا جديدا يتمثل بالجفاف الشديد.
ورغم أن موسم الأمطار يحل في المنطقة بأشهر أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني، وديسمبر/ كانون الأول؛ فإن المنطقة لم تشهد أمطارا بعد، ما أدى إلى جفاف بعض آبارها وبركها بشكل كامل، ووصل مستوى المياه في بعضها إلى حد النفاد.
وتحذر حكومة الولاية وسكانها من خطر نفوق آلاف المواشي في حال عدم إيجاد حل فوري لمشكلة شح المياه، هذا إلى جانب اضطرار السكان للهجرات الداخلية وانتشار الأمراض.
حلول مؤقتة لا تروي الظمأ
وضمن جهود الحلول المؤقتة، بدأت السلطات بنقل المياه عبر الصهاريج إلى الآبار منضوبة الماء بسبب الجفاف، حيث تفرغ هذه الصهاريج أسبوعيا في كل بئر قرابة 30 طنا من المياه.
وعند وصول هذه الصهاريج إلى القرية، يتسابق القرويون فيما بينهم لملء أوعيتهم، بعد طول انتظار.
وبينما تغذي حكومة الولاية بعض الآبار بالمياه مجانا، يلجأ سكان قرى أخرى إلى استجرار المياه عبر شرائها من أصحاب الصهاريج.
وإدراكا منهم أن هذا الحل إنما هو مؤقت ولا يعوّل عليه على المدى البعيد، يؤكد مسؤولون في الولاية ضرورة التنقيب عن مياه جوفية جديدة وحفر آبار عميقة بالمنطقة لحل المشكلة.
"هناك أكثر من 100 موقع تنقل إليه المياه عبر الصهاريج جنوبي مانديرا"، بهذه الكلمات أعرب أحد سائقي الصهاريج عن أزمة المياه الكبيرة بالمنطقة.
وقال للأناضول: "ننقل المياه إلى 5 مناطق مختلفة في مانديرا بالشاحنات. ونحتاج 10 شاحنات أخرى، حيث هناك نقص حاد في المياه، والآبار مزدحمة للغاية. وستكون هناك حاجة للمزيد في المستقبل بسبب شح الأمطار".
بدوره، أكد عبد الله شكري إبراهيم، أحد سكان قرية ورانكارا إن قريته تعاني من جفاف حاد، وأن البركة القريبة منهم على وشك الجفاف.
ومشيرا إلى خطورة الموقف قال للأناضول، "هذا هو السد الوحيد لدينا في المنطقة، وهو على وشك أن ينضب بسبب الجفاف، وليس لدينا آبار بالمنطقة، وفي حال نضوبه لن يكون لدينا ماء لنشربه".
ورغم مساعي السلطات المحلية لمكافحة الجفاف، وإرواء ظمأ السكان والماشية، فإن هذه المساعي لم تؤت أكلها، حيث أكد وزير مياه مانديرا محمد علي، أن السلطات حفرت آبارا في منطقة بامبو؛ إلا أنها أصيبت بخيبة أمل من 5 آبار لم تشهد تدفق المياه.
15 بالمئة من السكان فقط يحصلون على الماء
وقال علي نور علي محمد، مدير إدارة المياه والصرف الصحي في منطقة إيلواك جنوب مانديرا، إن بإمكانهم توفير المياه لـ15 بالمئة فقط من سكان المنطقة، بينما لا يحصل 85 بالمئة منهم على المياه.
وأوضح، للأناضول، أن 100 ألف شخص يقطنون في المنطقة ويحاولون توفير المياه من 6 آبار، مضيفا "3 فقط من بين الآبار الست توفر المياه لـ 15 ألف شخص".
وشدد محمد على أن شح المياه ناجم أيضا عن انقطاع التيار الكهربائي، وأكد أن الطاقة الشمسية يمكن أن تكون حلا لهذه المشكلة، وأن المشكلة يمكن حلها جزئيا عن طريق إصلاح 3 آبار معطلة ووضعها في حالة العمل، وفتح آبار جديدة.
الحياة البرية في خطر
ولم تشهد المنطقة هطولات مطرية خلال المواسم الثلاثة الماضية، وباستثناء بعض الأنهار الرئيسية نضبت جميع أنهار المنطقة.
كما أن الجفاف لم ينل من البشر والحيوانات الأليفة فحسب؛ بل أصاب الحياة البرية في مقتل، حيث إن عددا من حيوانات المنطقة البرية كالقرود والغوريلا تتسابق مع البشر للحصول على الماء من برك المياه.
بينما تضطر الغزلان العطشى إلى المخاطرة بحياتها والهجرة باتجاه مناطق أخرى بحثا عن المياه.