لا داعي للتصعيد/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
قرأت خبرا مفاده باحتمال قيام ولد عبد العزيز بزيارات سياسية ميدانية لداخل الوطن،و رغم أن ولد عبد العزيز متهم و لم تتم بعد إدانته،و هو بهذا محتفظ بحقه الكامل فى ممارسة العمل السياسي،لكن لا داعي لهذا الخوض المفتوح فى العمل السياسي من قبل رئيس سابق،على وجه معارض،حيث تعود الموريتانيون فى الأغلب الأعم انسحاب الرؤساء السابقين من واجهة المشهد السياسي عند خروجهم من كرسي الحكم.
الحق مكفول لكل مواطن بممارسة كامل حقوقه،لكن ولد عبد العزيز يدرك خصوصية أوطاننا فى العالم الثالث،و ما قد يترتب على نشاطه السياسي من شد للحبال،رغم أنى موقن أن كل رئيس خرج من السلطة و لم يعد محل خوف و لاطمع ،طبعا ستتناقص حظوظه كثيرا فى اللعبة السياسية و الانتخابية،و ربما تكون النتيجة فحسب،مزيد من تصعيد و توتير الساحة الوطنية،مما قد يدفع السلطات لمنع بعض النشاطات المحتملة.
و بالقياس على نهج الرؤساء الموريتانيين السابقين نلاحظ تحفظهم فى الأغلب الأعم من ممارسة السياسة ضد نظراءهم،عدا ترشح ولد هيدالة فى رئاسيات نوفمبر 2003 ضد معاوية.
ولد عبد العزيز بحاجة للتهدئة مع نفسه و مع الآخرين،فقد كان يمكن أن لا يدخل فى كل هذه الأجواء،و لو تحاشى الصدام مع صاحبه غزوانى،و فى البداية.
فقد خرج من السلطة و كان الأنفع له وللبلد أن يحسب لذلك حساباته المبكرة المتعقلة،و آن له أن يراجع هذه المتاهات التصعيدية.
و أجدد عدم ترحيبي بهذه الموجة من التصعيد،سواءً التحالف مع بعض الأجنحة المثيرة للجدل و عزم هذا الرئيس السابق محمد ولد عبد الغزيز خوض غمار زيارات داخلية،لا تصب فى التهدئة إطلاقا.
و باختصار لست من المحيط الضيق المتنفذ،التابع للرئيس الحالي،كما أننى لست من طرف و جانب الرئيس السابق عزيز،لكنها نصيحة فقط لترك الإضرار المتبادل و التمسك بعروة التفاهم و التقارب،و إلا فالمسالمة على الأقل،كما ينبغى التعامل مع غزوانى بوصفه رئيسنا جميعا و احترامه و تقديره،دون أن يعني ذلك منع النقد و النصح المفيد الإيجابي.