الرئيس غزوانى وحرية التعبير/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
الأنظمة مجمل تصرفاتها قد لا تتمكن أحيانا من تحديد وجهتها و مصدرها،لكن النظام الحالي بدأ بحالات من الصدام مع بعض المدونين،خاف على إثرها البعض على الحريات و خصوصا بعد تمرير قانون الرموز،لكن هذه العتبة الحساسة و الحرجة تم تجاوزها،و بدت الوضعية الآن مستقرة.
فالمشهد الإعلامي فى مختلف تجلياته مفعم بالنقد المسؤول و الجارح أحيانا،لكن السلطة متفهمة للطابع الديمقراطي،الذى يكرسه نظريا الدستور و يفرضه الواقع عمليا.
و رغم أن السيد الرئيس غزوانى شكل لجنة معتبرة،لتقديم مقترحات و خطط لإصلاح الحقل الصحفي،لكن أغلب تطبيق و تنفيذ تلك الخطة الإصلاحية،مازال قيد الانتظار.
كما أن السيد الرئيس غزوانى فى الأشهر الأخيرة،بل و عموم سنة 2022،استطاع الإيحاء للرأي العام المحلي و الدولي بأهمية و تحصين حرية التعبير عموما و حرية الصحافة بوجه خاص،و واصلت مختلف المنابر عملها و توسعته تنوعت، رغم الحاجة الملحة المزمنة،للتكوين و التمويل.
و بهذا أضحى النظام الحالي،بقيادة الرئيس غزوانى فى تعاون ضمني مع الإعلام و الإعلاميين يحتاج إلى التعميق و التنويع و التثبيت.
إن موقف أي رئيس أو أي نظام من الإعلام الحر،يعتبر قياسا لمدى استعداده لتفهم الطابع الديمقراطي للوطن الموريتاني،كما يعتبر شيوع الحريات الناجعة من أهم أوجه احتمالات تنمية و إزدهار الأوطان،بإذن الله.