اتفاق الداخلية والأحزاب بشأن الانتخابات مؤشر واعد/ بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
بالأمس احتفلت وزارة الداخلية و أغلب الأحزاب السياسية بالاتفاق المبرم بينهما لتنظيم الانتخابات مستقبلا،و إن ذكر هذا الاتفاق الحالي بنجاح الوزير الحالي للداخلية،محمد أحمد ولد محمد لمين،فى تسيير الجانب الانتخابي ،إبان المرحلة الانتقالية 2005،إلا أنه يشهد أيضا لرؤساء أحزابنا السياسية بالقدرة على الحوار و التغلب على عقد الخلاف و المعضلات المطروحة.
و نرجو لوطننا التقدم و النجاح،و رغم أهمية تجاوز التحديات الحرجة المتنوعة،إلا أن مثل هذه التفاهمات ستساعد حتما على تحريك الراكد و دفع دولاب العمل و البناء الوطني.
و لطالما ذكرت بقدرة وزير الداخلية الحالي على تجاوز الخلافات و ردم الهوة و تعميق التهدئة،بإذن الله،و قد دل هذا الاتفاق على صدق هذه الدعوى، و نرجو الاقتراب عمليا من أفق توافقي للتغلب على أهم المشاكل و المصاعب المزمنة فى هذا القطاع الانتخابي و غيره،عسى أن نتمكن،و لو نسبيا، من إنجاز انتخابات شفافة عادلة،تنصف جميع أطراف و أطياف المشهد السياسي الوطني،و لتكون مقدمة ملموسة لتكريس عملية تنافس سليمة.
و إن كان تحصيل المعلومات و معالجتها بصدق و أمانة، من أهم مهام وزارة الداخلية،إلا أنها ليست المهمة الوحيدة،و مهما قيل من رأي حول هذا الحوار،إلا أن هذا الاتفاق حول الطرق الأمثل لتسيير الانتخابات،مكسب مهم جدا و يستحق التشجيع و يبشر، بإذن الله، بمقارعات انتخابية متوازنة.
و وفر هذا الاتفاق فرصة ملموسة للنسبية و توسيع دائرة التمثيل و إنصاف المرأة و ذوى الاحتياجات الخاصة،و غير ذلك من المكاسب الانتخابية المهمة،التى لم تسهم السلطة و الموالاة وحدهما فى إنجازها و إنما كانت المعارضة حاضرة فى ذلك و فاعلة،و بعد اشتراطات و نقاشات طويلة،تم التوقيع على الاتفاق ،الذى نرجو أن يسهم فى نجاح انتخاباتنا المرتقبة و التغلب على أهم عقباتها و مطباتها.
لقد كانت أهم أحزاب المعارضة حاضرة و اشترطت و ناقشت بعمق،و لكن مطالبها تم التعامل معها برحابة صدر، و استطاع الجميع صنع هذا الاتفاق و الاحتفال بالتوقيع عليه،ليحال عمليا لحيز الإلزام و التنفيذ و التطبيق.
و يفهم من كلام وزير الداخلية أن الرئيس غزوانى كان حريصا على نجاح هذا الاتفاق حول هذا الموضوع الانتخابي الحساس.
فهل تنجح الجهات المعنية لحظة التنافسات الانتخابية فى الاحتكام الصارم لهذا الاتفاق الجامع؟.