الجنرالات والسياسة/ بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن

دأب بعض الجنرالات عندنا على ممارسة السياسة و استغلال النفوذ،غير أن أبناءهم ظلوا بمنأى عن المشهد السياسي المباشر،و إن استغلوا المال العمومي عن طريق وجاهة آباءهم،و قد حاول ولد عبد العزيز عبر جميعة الرحمة إتاحة الفرصة لإبنائه للعب دور اجتماعي،انتهى بالمحاكمات و المساءلات و احتجاز أموال الجمعية المذكورة آنفا،و فى الأغلب ابتعد أغلب الجنرالات عن إقحام أبناءهم فى المسرح السياسي المباشر.
و رغم اهمية الثقافة و التراث و دعمها و دفعها إلى الأمام، و رغم حق الجميع فى المشاركة فى سياق القانون و قيم حسن التسيير،فقد لاحظت تركيزا دعائيا قويا على مهرجان لعيون لتنمية الثقافة و التراث،ما بين مرحب و منتقد،و فى هذا السياق اعترض اليعض على كون ميزانية المهرجان ضعف ميزانية اتحاد الأدباء الموريتانيين،كما اعتبره البعض تمهيدا لدور عام قد يلعبه نجل الجنرال مسقارو،قبيل تقاعد والده،الذى ذاع صيته، بعد توليه لعدة مسؤوليات عسكرية و أمنية حساسة،استطاع من خلالها كسب الشهرة و تقديم تجربة واسعة،ما بين منوه و معترض.
200مليون قديمة أو أكثر،صرفتها الدولة، فى مهرجان لعيون الأخير،و شغلت الفيسبوكين كثيرا،باعتبارها استغلالا للنفوذ و فرصة مجانية متعمدة للمزيد من تلميع أحد الجنرالات و محيطه الأسري،بينما اعتبر منظمو المهرجان و مناصروهم أن الحدث إيجابي جدا و ثقافي صرف و ما سوى ذلك استهداف مغرض،كما تزامن هذا الحدث الثقافي مع موسم خريف جميل أخاذ.
ترى أي الفريقين أقوم طريقا و أرشد مذهبا؟!.

 

 

8 September 2022