قمة الجزائر إلى أين؟!
احتضنت الجزائر 3 قمم عربية بينها واحدة غير عادية، القمة الأولى كانت في الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1973 في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، والذي كان مؤتمر القمة السادس في تاريخ الجامعة العربية، التي شهدت انضمام موريتانيا إلى الجامعة العربية.
1988 قمة غير عادية في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، لبحث مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإدانة الاعتداء الأمريكي على ليبيا.
أما آخر قمة عربية استضافتها الجزائر فكانت في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وعقدت في مارس/آذار 2005، وشهدت مشاركة عدد كبير من قادة الدول العربية، بينهم العاهل المغربي الملك محمد السادس.
-فهل تنجح الجزائر في عقد قمتها العربية الرابعة في تاريخها؟
بعد أن أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في دورته الـ157 بالقاهرة، في 9 مارس/ آذار الماضي، أن وزراء الخارجية العرب وافقوا بالإجماع على عقد القمة العربية ال31، على مستوى الرؤساء، في الجزائر في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتأكيدًا على هذا الإتفاق من الناحية الميدانية قام الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بزيارة تفقدية للجزائر قبل فترة واطلع على كافة التحضيرات اللوجستية المتعلقة بالقمة، وعبر عن فرحته بما تتوفر عليه الجزائر من منشآت و بنى تحتية رفيعة تليق بمستوى القمة والرؤساء والملوك العرب.
ونظرا لأهمية القمة العربية في هذا التوقيت بالذات وتعطّل انعقادها في دورتها المعتادة منذ مارس/آذار الماضي، إلا أنها أُجلت بسبب وباء كورونا، على غرار نسختي 2020 و2021. هذا التأجيل جعل مشاكل الدول العربية و الدولية تتراكم خلال السنوات الثلاثة الماضية و قلل من حجم مساعي الحلم بوجود اتحاد عربي موّحد، ومن أجل تفادي سناريو التأجيلات الذي عصف بالدورات السابقة والمرجح حتى الآن تكراره للمرة الرابعة، باشرت الدبلوماسية الجزائرية في وقت مبكر بالتنسيق والعمل الدؤوب من أجل تأكيد حضور الرؤساء والملوك العرب شخصيا للقمة المتعثرة، هذا ما أكده مصدر دبلوماسي جزائري رفيع المستوى حسب وسائل إعلام جزائيه.
لكن يبدو أن هذه المساعي في مهب الريح بسبب التباين في الأراء بخصوص مواقف الدول العربية بعد تصريحات جزائرية تهدف لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية و هذا ما ترفضه بعض الدول التي ترى المسألة أبعد من كونها مجرد (إعادة دولة عربية للجامعة العربية) مما قد يدفع بعض المشاركين بالاكتفاء بإرسال مناديب لحضور القمة ضف إلى ذالك تسريبات أخرى تقول أن الجزائر لا تنوي دعوة المغرب لحضور القمة العربية الجزائرية، هذه التسريبات ستدفع بعض الدول مرة أخرى الحليفة للمغرب بمقاطعة القمة، وهذا حرفيًا يعني عدم انعقاد القمة، سخونة الملف المغربي الجزائري أصبحت تلقي بلهيبها على القمم والمؤتمرات الدولية خصوصًا العربية و الافريقية.
تقول الجزائر أنها تسعى لتوحيد الأشقاء العرب و تتطلع إلى أن تحقق مبتغاها في أن تكون قمة جامعة وكفيلة بنزع فتيل الخلافات بين الأشقاء ، وتعزيز العمل العربي المشترك حول أهم قضايا الأمة العربية رغم أن المشاكل المطروحة ليست مجرد خلافات عربية بين هذه الدول أو تلك بقدر ما هناك تحديات كبيرة، تطورات النظام الدولي على ضوء عروض التعاون من روسيا، والولايات المتحدة الأميركية، فكيف سيوازن القادة العرب بين الخلاف البيني و تطورات النظام الدولي؟
السلطان البان - كاتب صحفي