عاصمتنا إلى أين/بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
عاصمتنا إلى أين/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/منذو سنوات تعانى عاصمتنا من أزمة الصرف الصحي كلما تهاطلت كميات من الأمطار ذات بال،كما تعانى عدة مقاطعات من تسرب مياه البحر،و بحكم معطيات تتعلق بمستوى البحر و نوعية التربة يدعى الكثيرون أن نواكشوط لا تصلح عاصمة مستقرة،و ربما سنضطر يوما ما لتغيير عاصمتنا،نحو مدينة ساحلية أو غير ساحلية حتى،لننعم بعاصمة تصلح لهذا الدور المركزي.
و من المعلوم أن الدولة المرابطية استقرت فترة فى أزوكى فى ضواحى مدينة أطار،كما جاء المستعمر الفرنسي و اتخذ أطار مركزا رئيسيا فى موريتانيا،و ادعى بعض الفرنسيين إبعاد أطار من خيار العاصمة،نظرا أساسا للعامل المناخي الحار فى عدة أشهر من السنة.
و إن افترضنا عدم صلاحية نواكشوط عاصمة مناسبة،بحكم عوامل عدة،فما البديل؟.
و فى ظل التوقعات المطرية المتلاحقة،هل يمكن الاستمرار فى نواكشوط مع أزمات صرف صحي متواصلة.
و إن صح احتمال سحب ثقيلة،فكيف سنتصرف و ما هي الانعكاسات السلبية المرتقبة؟!.
و لو تمكنت الحكومة و الشعب من تجاوز التحديات الراهنة،إلا أن التفكير فى عاصمة بديلة،قد لا يعنى حتمية تحويلها،و إنما التفكير فى المشاكل المطروحة هو الأصوب و الحزم.
و فى انتظار محاولات التغلب و التكيف مع مشاكل العاصمة،أقترح إقامة توسعة للعاصمة الحالية،تبدأ من مائة كلم على طريق أكجوجت بالاتجاه الشمالي،فهناك يمكن توصيل ماء آفطوط و إقامة عاصمة مستقرة و ملائمة و بعيدة عن البحر نسبيا،و جوها معتدل،و ربما تكون هي المنطقة الأنسب على عموم التراب الوطني،بإذن الله.
و أقترح اقتناء قطع أرضية مسبقا فى تلك المنطقة،فالجهات الرسمية يوما ما،ربما تكون مضطرة للاتجاه فى ذلك المنحى،لأن الأماكن الأخرى لها مآخذ.
فطريق نواذيبو غير مناسبة بسبب الملح أو عدم الاستقرار المناخي كما فى الشامى،و طريق نواكشوط -تكند مسبخة و غير ذلك من ملاحظات ضعف التربة و عدم ملاءمتها للبنيان،و ربما مناطق أخرى تعانى من البعد من المنافذ البحرية أو القرب من المناطق الحدودية.
و أفيدونا بالمزيد من التأمل و النقاش المفيد،عسى أن نسبر بعض أغوار هذا الموضوع،الذى أصبح يفرض نفسه.