من الأدب المدرسي الطريف/ محمد الميداح
كانت السيدة بنتا اديي (Binta Dieye) تدير مدرسة تكند - الجديدة و قد اشتهرت بالنظام و الصرامة في تسيير المدرسين و التلاميذ و قد خلدت لها بذلك ذكرا حسنا في أوساط المعلمين و آباء التلاميذ.
و كان من بين المعلمين الذين يعملون تحت إمرتها إمام القرية حاليا، الأستاذ ابتَّ ولد باباه ولد ابتَّ و هو من الأدباء المشهورين على الصعيد الوطني.
بدأ فصل الصيف و ما يصاحبه من أجواء حارة، يتمنى الإنسان فيها أن يعود إلى البيت عاجلا و أن لا يغادره إلا بعد غيلولة طويلة...
لم يزد ذلك السيدة المديرة إلا إصرارا على التقيد بالتوقيت الرسمي، فأرسل لها الأستاذ ابتَّ الأبيات التالية مع أحد التلاميذ...
و من الجدير بالذكر أن السيدة المديرة تتحدث العربية بطلاقة و هي الآن عضو فاعل في المكتب التنفيذي للاتحاد الموريتاني للأدب الشعبي،
سلام كأنفاس الخزامى عل "بنتا"
و موجبه أنا نرى الصيف قد"سنتا"
فإن سمحت قلنا لها بعض ما نرى
و إلا التزمنا من مهابتها الصمتا
فلم يكفنا في راحة ربع ساعة
و نطلب منها أن تزيد لنا الوقتا
و تنقصَ من اطرافه بعضَها و أنْ
تردَّ علينا من فضائلها "اللفتا"
فأكرم بها مسؤولةً و زميلةً
و أكرم بها أختا و أكرم بها بنتا