وزارة التجهيز: نسبة الأشغال في شبكة طرق روصو بلغت 100%.. هل تعمدت الوزارة السخرية من برامج الرئيس؟ (تقرير)
نشرت وسيلة إعلام شبه رسمية معطيات قدمتها وزارة التجهيز والنقل تفيد أن مستوى الإنجاز في شبكة الطرق الحضرية بمدينة روصو بلغ 100%.
وقد شكل نشر هذه الإحصائيات صدمة بالغة لسكان مدينة روصو، والذين استغربوا أن تنشر الوزارة المعنية هذه المعطيات، وهي التي تدرك أنها لا أساس لها من الصحة، بينما أعتبر البعض الآخر أن نشر هذه المعطيات يعتبر "سخرية من البرامج التي يطلقها الرئيس".
وأطلق رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في الـ 05 يوليو 2022 مجموعة من المشاريع الملحقة بجسر روصو.
وشملت هذه المشاريع بناء 7 كلم من شبكة الطرق الحضرية في مدينة روصو والتي توجد في وضعية سيئة، على أن تكتمل خلال 10 أشهر.
مسار "مقطع" متعثر..
وقد بدأت شركة "GTM" في تشييد الطريق الذي يمر من أمام الولاية، إلا أنه تحول بعد فترة وجيزة إلى أخدود عميق، وصل طول ارتفاع بعض أرصفته إلى قرابة متر.
ودفع تهالك الطريق، وتعثر أشغالها في تلك الفترة إلى إغلاق جزئها الأهم أمام حركة السيارات العامة، لتلجأ هذه السيارات إلى الطرق الفرعية، والشوارع، وولد الأمر زحمة كبيرة في الشوارع الرئيسية، واستمر ذلك لمدة قاربت 5 أشهر، قبل أن تقرر وزارة التجهيز سحب الأشغال، وتسليمها لشركة أخرى.
وقامت شركة ATTM التي تولت الأشغال بتشييد الطريق الرئيسي الذي يمر من أمام الولاية – وهو الطريق الوحيد الذي أنجز حتى الآن من شبكة الطرق – إلا أن السلطات والمواطنين تفاجئوا قبل فترة وجيزة من إكمال الأشغال بظهور حفر وتشققات في أجزاء متفرقة من الطريق الذي لا يتجاوز 2 كلم.
وزير التجهيز يزور المقطع الطرقي الذي أثار جدلا واسعا
وكان وزير التجهيز والنقل المختار أحمد اليدالي قد قام يوم الجمعة 15-07-2022، "أي منذ 19 يوما"، بزيارة للطريق الرئيسي الذي يمر أمام الولاية، والذي أثار جدلا واسعا في روصو بسبب الحفر التي ظهرت عليه بعد أقل من شهر من انتهاء الأشغال.
وعقد الوزير اجتماعا بالشركة المنفذة ومكتب الرقابة، كما عاين الوضعية الراهنة للشبكة الطرقية في المدينة.
واستمع وزير التجهيز خلال اجتماع عقده من والي الولاية والسلطات الإدارية والمنتخبة للمآخذ الملاحظة على المقطع الطرقي المذكور، كما طالبوا بضرورة انطلاق الأشغال في بقية الطرق داخل المدينة.
دهشة في روصو من أرقام الوزارة..
وقد قوبلت الأرقام التي نشرتها وزارة التجهيز والنقل بمستوى كبير من الدهشة والاستغراب وسط سكان المدينة، الذين اعتبروا أنها تؤكد حجم التلاعب بتعليمات الرئيس، ومحاولة لمغالطته بشكل غير مقبول.
ويقول الناشط الشبابي سيدي ولد محمد فال إن "الأرقام قادمة من روصو آخر على كوكب آخر، وليس روصو الذي يسكنون فيه"، ويضيف "كيف لوزارة أن تتلاعب بالمعطيات إلا إذا كان هناك تنسيقا مع سلطات الولاية".
ويطالب عدد من المواطنين السلطات الإدارية والأمنية في ولاية اترارزة بالخروج عن صمتها، وتقديم المعطيات الرسمية للسلطات العليا في البلد.
وتقول مصادر رسمية تحدثت لـ "وكالة أنباء لكوارب" وفضلت التكتم على هويتها، إن مستوى الأشغال في شبكة الطرق بالولاية لم يتجاوز حتى الآن 5%.