أرق مميت وضحك قاتل.. تعرف على أغرب 7 أمراض عرفها البشر

مع التقدم الطبي الهائل الذي حققته البشرية عبر الأبحاث والدراسات، تم سبر آلاف الأمراض والتعرف على مسبباتها، كما طوّر العلماء علاجات للكثير منها. مع ذلك تبقى هناك أمراض نادرة وغريبة والكثيرون لم يسمعوا بها.

رائحة السمك وأليس في بلاد العجائب من الأمراض الغريبة، التي نستعرض في هذا التقرير 7 منها:

1- حساسية الماء (Water allergy)

من المعروف أنها أصابت 30 شخصا فقط، فحساسية الماء أو "الشرى المائي" نادرة للغاية، ولكن تم تأكيد وجودها من قبل مجلس المراجعة الطبية، وفقا لتقرير في شبكة "سي إن إن" (CNN) الإخبارية الأميركية.

يبدو أن المصابين لديهم حساسية من الماء. عادة ما يحدث في وقت متأخر من العمر وغالبا ما يكون نتيجة لاختلال التوازن الهرموني الناجم عن الولادة.

مثلا إحدى الحالات كانت لأم تبلغ من العمر 21 عاما كانت غير قادرة على شرب الماء أو الوقوف تحت المطر لأن جلدها يصاب بطفح جلدي مؤلم. يمكنها الاستحمام لمدة 10 ثوان كحد أقصى في الأسبوع.

إنها ليست حساسية بشكل حاد، ولكنها فرط الحساسية للأيونات الموجودة في الماء غير المقطر.

2- متلازمة اللكنة الأجنبية (Foreign accent syndrome)

الذين يعانون من متلازمة اللهجة الأجنبية يجدون أنفسهم لسبب غير مفهوم يتحدثون بلهجة لا يمكن التعرف عليها، وتم تسجيل 60 حالة فقط من هذه المتلازمة.

رفض الأطباء في البداية اعتبار الأمر مشكلة نفسية، ولكن في عام 2002 لاحظ العلماء في جامعة أكسفورد بإنجلترا أن المصابين يتشاركون تشوهات الدماغ نفسها، مما أدى إلى تغيرات في نبرة الكلام وإطالة أصوات الحروف المتحركة ومخالفات أخرى.

ليس بالضرورة أن يتعرض المصابون للهجة التي يتبنونها، فصوتهم الجديد ليس -بالمعنى الدقيق للكلمة- لهجة أجنبية، لكن التغييرات في الكلام غالبا ما تحمل تشابها صارخا مع اللهجات العالمية الأخرى.

تتعلق الحالة الأولى بامرأة نرويجية طورت في عام 1941 لهجة ألمانية قوية ونُبذت من مجتمعها.

3- الضحك حتى الموت (Laughing death)

تم تسجيل الموت الضاحك، المعروف أكثر باسم "كورو" (Kuru)، حصريا لدى شعب غينيا الجديدة القبلي (tribal Fore people of New Guinea). احتل هذا المرض، الذي تميز بانفجارات مفاجئة من الضحك الجنوني، عناوين الصحف في الخمسينيات من القرن الماضي، واجتذب الأطباء من جميع أنحاء العالم.

لاحظ الأطباء في الولايات المتحدة وأستراليا الرجال والنساء الذين يعانون من اهتزاز الأطراف، الذين تراجعت حالاتهم مع الراحة، ولكن بعد شهر إلى 3 أشهر يبدأ المرضى في التأرجح والتعثر، وفقدان القدرة على الوقوف، والتصلب، وفقدان القدرة على الكلام المتماسك قبل الموت في النهاية.

وأفاد المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية في أميركا بأن الفحوص التي أجريت على الموتى أظهرت أن الوفاة نتجت عن ظهور ثقوب في الدماغ تعرف باسم "الجبن السويسري".

في النهاية، اكتشف الطبيب الأميركي كارلتون جاجدوسك أن العدوى تنتقل من خلال عادة القرية المتمثلة في أكل أفراد الأسرة بعد الموت. عندما تم القضاء على أكل لحوم البشر انتهى الوباء. في عام 1976، حصل جاجدوسك على جائزة نوبل لعمله.

4- متلازمة أليس في بلاد العجائب (Alice in Wonderland syndrome)

الأشخاص الذين يعانون من متلازمة أليس في بلاد العجائب يرون أن الأشياء أصغر بكثير مما هي عليه. يمكن أن تؤثر الحالة، المعروفة أيضا باسم "مايكروبسيا" (micropsia) أو "ليلبوت سايت" (Lillliput sigh) على حاسة السمع واللمس والإدراك لصورة الجسم.

ترتبط المتلازمة بالصداع النصفي، وسميت على اسم مغامرات أليس في بلاد العجائب للكاتب لويس كارول، التي تمر فيها أليس بالعديد من التجارب الغريبة المشابهة لتلك التي قد يعاني منها المصاب بالميكروبسيا. حقيقة أن كارول عانى من الصداع النصفي موثقة جيدا، ويتكهن البعض بأن معاناته ربما تكون قد دفعت إلى العديد من المقاطع في العمل.

5- متلازمة التخمر الذاتي (Auto-brewery syndrome)

يعاني المصاب من حالة نادرة تسمى متلازمة التخمر الذاتي أو متلازمة تخمر الأمعاء (gut fermentation syndrome)، إذ يتم إنتاج الكحول النقي (الإيثانول) في أمعاء الشخص بعد تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، وفقا لتقرير في "ميديكال نيوز تودي" (medical news today).

الجدير بالذكر أن الفائض من "ساكرومايسيس سيرفيسيا" (Saccharomyces cerevisiae) -وهو نوع من الخميرة- في القناة الهضمية هو السبب الرئيسي في عملية التخمير التي تنتج الإيثانول. في حين أن متلازمة التخمر الذاتي لا ينبغي أن تنتج مستويات عالية من الكحول في الدم، إلا أن بعض الحالات قد تكون أكثر حدة.

ونظرا لأن الكبد عادة ما يعالج الإيثانول، فقد يعاني الأشخاص الذين لا يعمل كبدهم بشكل صحيح من أحد أشكال متلازمة التخمر الذاتي، إذ يتراكم الكحول ويبقى في النظام لفترة أطول.

تشمل بعض الأعراض المصاحبة لهذه الحالة التجشؤ، ومتلازمة التعب المزمن، والدوخة، والارتباك، والإفراط في تناول الكحول، ومتلازمة القولون العصبي.

6- متلازمة رائحة السمك (Fish odor syndrome)

عندما يعاني الشخص من مرض "تريميثيل أمين" (trimethylaminuria)، المعروف بالعامية باسم متلازمة رائحة السمك، فإنه تنبعث منه رائحة كريهة للجسم، تذكر برائحة الأسماك المتعفنة، من خلال العرق والزفير والبول.

تتسبب متلازمة رائحة السمك في أن يكون لدى الشخص رائحة قوية وغير سارة للجسم، ويمكن أن يكون لهذا تأثير سلبي شديد على الصحة العقلية. يحدث هذا عندما يكون الجسم غير قادر على تكسير المركب العضوي ثلاثي ميثيل أمين، الذي ينتج هذه الرائحة القوية السمكية.

ويبدو أن متلازمة رائحة السمك تحدث عند الأشخاص الذين لديهم طفرات معينة في جين "إف إم أو 3" (FMO3). يرشد هذا الجين الجسم إلى إنتاج الأنزيمات التي تكسر المركبات العضوية، مثل ثلاثي ميثيل أمين.

يمكن أن تختلف قوة الرائحة الكريهة بمرور الوقت، وكذلك بين الأفراد. ومع ذلك، عادة ما يكون لطبيعة هذه الحالة تأثير شديد على الحياة اليومية للشخص وصحته العقلية.

7- الأرق العائلي المميت (Fatal familial insomnia)

الأرق العائلي المميت هو اضطراب تنكسي وراثي نادر في الدماغ يتميز بعدم قدرة الإنسان على النوم (الأرق) الذي قد يكون خفيفا في البداية، لكنه يزداد سوءا بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى تدهور جسدي وعقلي كبير، وفقا للمنظمة الوطنية للاضطرابات النادرة في الولايات المتحدة (National Organization for Rare Disorders).

وفي الأرق العائلي المميت يزداد الأرق سوءا لدرجة أنه يؤثر بشدة على الأداء اليومي، مما يؤدي في النهاية إلى غيبوبة ثم الموت، وفقا لتقرير في "ويب ميد" (Webmd).

إذا كنت تعاني من مشكلة في النوم، فمن المستبعد جدا أن يكون لديك أرق ضار. يقدر الخبراء أن 100 شخص فقط من 30 عائلة في جميع أنحاء أوروبا والصين واليابان وأستراليا والولايات المتحدة يحملون الجين المسبب لهذا المرض.

هناك نسخة غير وراثية من هذا المرض تسمى الأرق القاتل المتقطع [sporadic fatal insomnia (sFI)]، ولا يعرف الخبراء أسبابه.

المصدر : الجزيرة + وكالات + سي إن إن + مواقع إلكترونية