تجمع أحزاب في الكاميرون يطالب ماكرون بالاعتراف بـ"جرائم الاستعمار"
طالب تجمع أحزاب سياسية في الكاميرون، الإثنين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بـ"جرائم فرنسا الاستعمارية".
جاء ذلك بالتزامن مع جولة إفريقية لأربعة أيام يجريها ماكرون تبدأ اليوم من الكاميرون، وتشمل بنين وغينيا بيساو.
وقال العضو في "الحركة الأفريقية من أجل الاستقلال الجديد والديمقراطية" بيديمو كووه خلال مؤتمر صحفي في مدينة دوالا: "لدينا نزاع تاريخي مع فرنسا. ليس وصول ماكرون هو الذي يثير المشكلة. نحن نغتنم الفرصة لتوعية الكاميرونيين على المشكلة مع فرنسا، من خلال عرض جميع جرائم فرنسا على الطاولة وتسويتها بشكل نهائي إذا أردنا أن تكون لدينا علاقة سلمية".
وخلال المؤتمر الصحفي، دعا فالانتان دونغمو، وهو عضو آخر في هذه الحركة، الرئيس الفرنسي إلى "الاعتراف بجرائم فرنسا الاستعمارية مثلما بدأت فرنسا تفعل في الجزائر"، بحسب ما نقلت قناة "فرانس 24" الفرنسية.
وبعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى في 1918، عهدت منظمة عصبة الأمم بمعظم مستعمرة الكاميرون الألمانية آنذاك إلى وصاية فرنسا، فيما أعطي الجزء الغربي منها، المتاخم لنيجيريا، إلى بريطانيا.
وقبل استقلال الكاميرون في 1960، قمعت السلطات الفرنسية بشكل دموي المقاومين من "اتحاد شعوب الكاميرون" وهو حزب قومي تأسس في نهاية الأربعينيات وشارك في الكفاح المسلح ضد الاستعمار وحلفائه الكاميرونيين، خصوصا في أرض باميليكيه (غرب)، بحسب القناة الفرنسية.
وقتل الجيش الفرنسي عشرات آلاف الناشطين الموالين لـ"اتحاد شعوب الكاميرون" ومنهم القائد المؤيد للاستقلال روبين أوم نيوبي.
ويبدأ ماكرون، الإثنين، من الكاميرون جولة تستمر 4 أيام في القارة الأفريقية، سيزور خلالها بنين التي تواجه تحديات أمنية في منطقة الساحل، بالإضافة إلى غينيا بيساو.
وستسمح الرحلة لماكرون بإعادة تأكيد "التزامه في عملية تجديد علاقة فرنسا بالقارة الأفريقية"، حسبما أعلن قصر الإليزيه.
وستتناول اللقاءات في الكاميرون مع الرئيس بول بيا (89 عاما)، التهديد الذي تشكله بوكو حرام في شمال البلاد، فضلا عن النزاع الدائر منذ أكثر من خمسة أعوام في الشمال الغربي والجنوب الغربي بين مجموعات انفصالية مسلحة والقوى الأمنية.
وكان ماكرون أثار استياء السلطات الكاميرونية في 2020 حين قال إنه "مارس ضغطا على بول بيا" بشأن أعمال عنف "غير مقبولة" في هذه المناطق.
الأناضول