متى تكون الإدارة صادقة؟/ بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
و إلى عهد قريب كنت إذا اعترضت على إداري ذو بال،بأن الإدارة أوجعتك وعودا و سرابا،يلمح لك أن الإدارة فى الأغلب الأعم هكذا!.
و عندما تتذكر كثرة وعود الحكومات المتعاقبة تتذكر جملة من الوعود الوردية،ذهبت سدى،دون أن تلامس الواقع البتة.
و حتى لو كان الرؤساء جادون أحيانا،يبقى أعوانهم أو أغلبهم على الطريقة القديمة الجديدة.
فأين ذهبت قصة تهذيب الجماهير،و أين وصلت قصة الكتاب و دور المطالعة،و أين ذهبت مليارات حملات التشجير،فترات كل الأنظمة المتعاقبة!.
أين إصلاح التعليم و ملياراته و خططه المتعددة المتنوعة؟!.
و باختصار متى تصبح الإدارة وقافة عند وعودها و خطاباتها العسلية؟!.
قبل أيام فى تامشكط أدلى السيد الرئيس غزوانى بخطاب واعد إبان افتتاح الحملة الزراعية 2022-2023،و بعد يومين سحبت بعض الآليات،التى جلبت ليوم التدشين،و استغرب ذلك بعض المزارعين المحليين،و من البديهي أن مضمون الخطاب لا يمكن للرئيس شخصيا تحويله لواقع ملموس،فلابد أن يكون أعوانه دعما عمليا صادقا،لتلك التوجهات المعلنة.
بعض إداراتنا غارقة فى الوعود و الطوابير،و رغم تحقق بعض المطلوب أحيانا،إلا أن الإدارة الموريتانية،بحاجة ماسة لجرعات صدق و التزام تذهب عنها شبهة و تهمة التلاعب بالمواعيد.
عسى أن تصبح يوما الإدارة فعلا فى خدمة المواطن،هذا الشعار الرنان،الذى طالما استخدمته حكومات عدة للدعاية و تجميل معروضاتها الخطابية لدى الجمهور.
وقد لا يكون من الصعب لدى أي حكومة تدبيج شعارات جذابة،و لتضاعف وقعها المعنوي،لدى المستقبلين،بمزيد من الدعايات الإعلامية،لكن بعد فترة من التقييم الجاد،سيتجلى غالبا أن تلك الفقاعات الزاهية لم تنزل للواقع و لم تتجاوز مستوى دقدقة المشاعر،فإلى متى؟!.