تشجيعا للثقافة البيئية

تزخر البيئة الموريتانية، رغم قساوتها المناخية أحيانا (أو نتيجة لهذه القساوة!)، بكنوز فريدة ؛ ولعل متابعي هذه الصفحة يتذكرون ذلك الطائر الجميل (وشديد الحذر!) الذي أثار فضولي فور مشاهدتي له للمرة الأولى، أي منذ أكثر من سنة. فرغم معرفتي "المعقولة" بمملكة الطيور في هذا البلد، لم أفلح في وضع اسم محلي على "تاج" هذا الطائر الغريب ؛ فحاولت جاهدا معرفة اسمه العلمي أو بأية لغة، عبر مشاهدات و"تحريات" على الشبكة العنكبوتية.

لقد وجدت عينات من الطيور تشترك مع الطائر الغريب في بعض الخصائص، إلا أنني لم أعثر على طائر مطابق له تماما ؛ كان الاختلاف يتعلق تارة بكثافة وشكل ووضع التاج الريشي، وتارة بشكل أو لون العينين، وتارة أخرى بلون الظهر...

كنتيجة لهذا الجهد، انصب اهتمامي على طائر "الحنّور" الذي يشترك مع الطائر الغامض في التاج الريشي والذيل الطويل نسبيا والريش الناعم، فاطلعت على أنواعه الست المعروفة (الحمد لله، لم تكن بالعشرات أو المئات...). بحثت بعد ذلك عن أماكن تواجد كل نوع، فخلصت إلى أن جلها يعيش في إفريقيا وهي طيور غير مهاجرة. لم يبق لي إذا إلا أن أفحص صور العينات التي تتواجد في الساحل أو الصحراء أو على الشواطئ الأطلسية الغرب إِفريقية ؛ فكانت المفاجأة السارة: إنه "الحنّور ذو الظهر الأبيض"!

تشجيعا للتفكر في البيئة وترقية لثقافتها لدينا، أقترح هنا تمرينا مدرسيا : فيما يلي صور من أنواع الحنّور الست (المُتوَّج ؛ المخطَّط؛ ذوالظهر الأبيض ؛ ذو الظهر البُنِّي ؛ ذو الرأس الأبيض؛ الكيريفا) ؛ فرغم التشابه الكبير لهذه الطيور، إلا أن مشاهدة دقيقة ودلالات أسمائها المكملة، تمكن من التمييز بينها بشكل قطعي.

المطلوب: اعتمادا على المشاهدة المركزة والاسم المكمل وعلى "البرهنة بالاستبعاد"، تحديد كل طائر.

مساعدة: الحنّور الكيريفا (4)

بقي لنا السؤال المفتوح التالي : ما هو الاسم المحلي لهذا الطائر؟

عيدا سعيدا وكل عام وأنتم بخير!...

إسلكو أحمد ازيدبيه

وزير سابق