بعد الوقوف على عرَفة.. مليون حاج ينفرون إلى مزدلفة ثم مِنى
بعد غروب شمس يوم عرفة، يبدأ نحو مليون حاج نفرتهم إلى مزدلفة، ثالث المشاعر المقدسة التي يمرّ بها الحجّاج.
وتأتي النفرة إلى مزدلفة بعد أن قد مكث الحجاج طوال النهار على صعيد عرفة، حيث أدّوا الركن الأعظم من فريضة الحج، في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة.
وتبدأ نفرة الحجيج من صعيد عرفة الطاهر الجمعة 9 ذي الحجة، نحو الساعة 19:07 بتوقيت مكة المكرمة، 16:07 (ت.غ).
وتقع مزدلفة بين مشعري مِنى وعرفات، ويقيم الحجّاج فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويبيتون فيها حتى فجر العاشر من ذي الحجة، ويجمعون منها الحصى لرمي الجمرات في مِنى.
وكما في كلّ عام، أدّى ضيوف الرحمن في عرفة صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، واستمعوا إلى خطبة عرفة التي ألقاها في مسجد "نمرة" الشيخ محمد العيسى، عضو هيئة كبار العلماء والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
وجبل عرفة هو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم المكي، على بعد 12 كم شرق مكة المكرّمة، على الطريق الرابط بينها وبين محافظة الطائف بنحو 22 كم، وعلى بعد 10 كم من مشعر مِنى و6 كم من مزدلفة.
ويرجع مؤرخون تسمية الجبل إلى عدة أسباب، منها أن آدم عرف حواء فيه، ومنها أن جبريل عرَّف فيه مناسك الحج للنبي إبراهيم عليه السلام، ومنها القول بأن الناس يتعارفون فيه.
صبيحة السبت، اليوم العاشر من ذي الحجّة (عيد الأضحى)، يعود الحجاج إلى مِنى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي (الأضاحي)، ثم الحلق أو التقصير (التحلّل الأصغر).
بعد ذلك يتوجّهون إلى مكة لأداء طواف الإفاضة، أو تأخيره مع طواف الوداع.
ويقع مشعر "منى" بين مكة المكرمة ومزدلفة على بُعد 7 كم شمال شرقي المسجد الحرام، داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، لا يُسكَن إلا أثناء فترة الحج، وتحدُّه جمرة العقبة من جهة مكة المكرمة ووادي محسر من جهة مشعر مزدلفة.
ويقضي الحجّاج في مِنى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى).
ويمكن للمتعجّل منهم اختصار النسك إلى يومين، على أن يغادر مِنى قبل غروب شمس اليوم الثاني من عيد الأضحى، ويتوجّه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.
الأناضول