الاستهزاء بالعلماء مقدمة لإعلان البراءة من الدين/ بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن- الرش - المذرذره

التيار اللاديني فى موريتانيا بدأ مع ظهور الشيوعية فى موريتانيا،حيث لم يكتفى البعض بجانب الطرح السياسي و الإصلاحي،و إنما أخذ بالشيوعية بكامل مكوناتها المارقة، فى جانبها الديني،و الفاشلة فى جانبها الاقتصادي،ثم تراجعت حركة الكادحين و ظلت لسنوات و إلى اليوم مقتصرة على جانبها النضالي،دون حتى أن تتشبث بالرؤية الاشتراكية، فى الجانب الاقتصادي.
و كان من تبرئة الله لمن بقي على ما بقي من هذا التيار، أن الله رزقهم بجوار مسجد،مقابل لمقرهم واجهتهم الحزبية الحالية،UFP.
فكانوا يخرجون فرادى و جماعات،ليصلوا فى ذلك المسجد،و لم تعرف عنهم قط تصريحات. لادينية، بعدما تجاوزوا مراهقة السبعينات، و استقرت سفينة حركتهم المثيرة للجدل فى وقت سابق، على مرسى مقبول، فى الأغلب الأعم.
غير أن التوجه اللاديني قد لا يقتصر فى موريتانيا على وارد التوجهات الشيوعية أو الغربية، و إنما هو لوثة عقلية و نفسية،ربما يصاب بها من تهيىؤه ظروفه لذلك،و العياذ بالله تعالى.
و بعد ذلك تحت ضغط الحاجة المادية و مع بعض الخواء الفكري و التربوي، ظهرت لدى بعض من خالطوا بعض المجتمعات الغربية أو الشرقية الشيوعية مظاهر سلوكية و جفاف و تصهر عقدي بين،لم تزل بعض بقعه ملموسة، خصوصا فى بعض وسط خريجى الجامعات السوفيتية و الفرنسية و الغربية عموما.
و ضمن موجات الاستلاب الحضاري و تأثير العولمة و الانفتاح الإعلامي الزائد، ظلت تظهر من هنا و هناك، نتوءات خبيثة قذرة،لا تستقيم خلقا، و لا تصورا عقديا متوازنا،و ظلت الدولة تتبع طريقة المجتمع فى التجاهل،باعتبارها حالات نادرة محاصرة، لا تكاد تستمر طويلا، و لا تؤثر من باب أولى،و هي كذلك حتى الآن، لله الحمد و المنة.
ثم جاء ولد امخيطير و أصحابه،و الذين ظهر بعضهم فى الغرب، بتصريحات غريبة،ربما كان الهدف من وراءها، نيل وثائق إقامة أو تجنس فى أوربا أو غيرها.
و اليوم يجاهر الطالب ولد عبد الودود بانتقاد العلامة الشيخ محمد الحسن ولد اددو ،ثم تأتى النائب سعدانى على نفس المنحى، و من قبل ذلك ظل بيرام لسنوات، بشتم بعض العلماء و دون أن يعتذر و إلى لحظة كتابة هذه السطور،ثم انتقل لسعدانى معبرا عن تضامنه معها!.
فهل ينتبه المتابعون المتحمسون لبعض هؤلاء، أن النار الكبيرة المتقدة و الفتنة الطامة المتوسعة، قد تبدأ بعود ثقاب واحد، ثم تخرج ،لا قدر الله، عن السيطرة.
إن الاستهزاء بالرموز الدينية مهما كانت بساطتها أو مستواها و شتم العلماء.
كل هذا قد يجر لسقوط البعض فى مهاوى الكفر أو الفسوق المزمن،فانتبهوا قبل فوات الأوان!.