أهو مشهد بلا بوصلة؟!/ بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
الموالاة غير قادرة على تبرير الكثير من أوجه الفشل،و لا المعارضة فعالة، و لم تعد تنزل للشارع و لا تطرح بصورة حية معاناة الناس!.
فعلا مشهد بلا بوصلة،على رأي غير واحد!.
و لولا كلمات و سطور بعض الصحفيين و المدونين، لما كان ثمة صوت ينكر المنكر و يطالب بالمعروف.
من زاوية احتساب هذه الدنيا قاعة اختبار فحسب،فنحن فى أغلبنا غافلون عن مساجدنا و أورادنا و مائدة الطاعة و الذكر و الاستعداد للمصير، المرتقب فى أي حين ،و لا داعي إطلاقا للغفلة فى هذا الصدد.
قال الله تعالى:"و ما تدرى نفس ماذا تكسب غدا و ما تدرى نفس بأي أرض تموت".
و فى ساحة أداء الأمانة،يغلب تضييعها و يسود انطباع لدى الكثير من الجادين أن هذا النظام عاجز عن مكافحة الفساد،و تختلط فى هذا السياق روح العجز و الخوف من الفاسدين و حسابات صندوق الاقتراع،و يذكر الناس باستمرار فى جلساتهم و خلواتهم و بعض ما يقولون علنا و يكتبون أحيانا،فساد شركة المياه و قصة تلاعب ابن ابن أخت الخليل ولد الطيب و عبثية شركة معادن موريتانيا و فضيحة جسر شارع عزيز، و غير ذلك من مآسى استنزاف المال العام و سكوت النظام القائم، أمام هذا السيل من فضائح المشاريع و الشركات و التسيير.
و فى المجال السياسي،يجامل الرئيس المتطرفين و يعطيهم قيادة و شراكة التشاور المرتقب،فلا أمل إذن للمعتدلين، إلا لماما و مع صبر أيوب، عليه السلام.
فولد الواقف صاحب الأرز و هدم شركة الخطوط الجوية و صاحب التسريبات المشبوهة،أوان إعداد ملف العشرية،هو المنتدب من قبل الرئيس غزوانى لقيادة طاولة التشاور المرتقب، و بيرام المتطرف، يفضلون رغم حماقاته،التى لا عد لها و لا حصر و لا نهاية، ان لا ينطلق التشاور المنتظر،حتى يعود للسرب،و لا يستبعد فى هذا السياق، أن يقدم النظام الحالي تنازلات جديدة مثيرة للجدل طبعا،عسى أن يرجع بيرام لهذا التشاور،رغم ما عرف به من الإدمان على خطاب الكراهية البغيض المفرق…."علماء البيظان،صحافة البيظان ،حرق الكتب،نظام لابرتيد…هذه بضاعته المزجاة، و مع ذلك يسترضيه هذا النظام،الذى يمثل دولتنا،التى نرجو لها الصلابة و الحرص على محاربة خطاب الكراهية،من أجل المزيد من التعايش الإيجابي المتوازن و تعزيز اللحمة الوطنية و ترجيح كفة المعتدلين و التضييق على المتطرفين و حشرهم فى الزاوية.
فأي نظام هذا،هل فقد فعلا البوصلة،أم هي خطة مفعمة بالدهاء،لم تتضح بعد تفاصيل منهجيتها؟!.
لماذا لا تلتفت الدولة للمعتدلين من مختلف مشارب المجتمع، بدل التركيز على المتطرفين و المحترقين و تدويرهم باستمرار، دون توقف أو حساب متعقل راشد؟!.
لماذا لا ينتبه النظام القائم لمطالب الناس بحماية المال العام،بعيدا عن المجاملة،ذات الطابع القرابي أو الجهوي أو الانتخابي،و لماذا تكون الأسبقية فى أغلب التعيينات لولاية بعينها،على حساب كل الجهات و جميع أطر الوطن،و حتى إن تعلق الأمر بمجلس الفتاوى ،التى اختير لها فقيه شهير،لكنه هدد يوما بتحويل المساجد إلى مخابر، و يطرح البعض استفسارات عديدة حول طريقة تسييره للمعهد العالى للدراسات الإسلامية(ISeri)،أيام كان مديرا عاما له!.
آن لهذا النظام القائم أن يعطي لمطالب و معاناة الناس و تبرمهم و حرمانهم و غبنهم، نصيبا من الاهتمام الموضوعي غير المغرض،فهذه الكعكة العمومية ليست خاصة بولاية بعينها و ليست ملكا لغزوانى و جماعة محدودة يختارها،و من فعل ذلك فسيظل مكروها منبوذا،دنيا و آخرة،سواءً كان داخل السلطة او خارجها،و عزيز خير مثال على ذلك،فلا تسر يا سيادة الرئيس غزوانى على نفس النهج،و لتتلمس مواضع رجليك،قبل فوات الأوان.
و مهما صنعت من مكاسب ،على دعواك و دعوى أنصارك،فقد فات عليك الكثير من الوقت دون جدوى،و كرست غبن الكثيرين،ممن ينصحونك و لا ينافقون،و رغم ذلك تصر على تقريب المصفقين و تدوير المفسدين و مهادنة المتطرفين،فإلى متى؟!.
و سيظل حملة لواء كلمة الحق معرضون على الأقل للتهميش و التضييق،فعلى سبيل المثال،همشني نظام ولد الطايع بسبب الرأي، و سجنني نظام عزيز بسبب الرأي، و حرمني حتى الآن أغلب أركان نظام غزوانى بسبب الرأي،و ستكون الغلبة دائما فى الأغلب الأعم لجماعة الموافقة المطلقة، دون حرج من شهادة الزور،و لا خير فى السكوت عن الحق.
فبشهادة الصادق المصدوق،صلى الله عليه وسلم،"الساكت عن الحق شيطان أخرس".
و عموما مقالات الرأي التى أسطر،بإذن الله،من أجل الصالح العام فحسب،و فى الدول التى تحاول رسم الاستراتيجيات تحرص على الحصول على الرأي الجاد المتجرد،فنحن لا نكتب تعبيرا عن معارضة مطلقة أو موالاة عمياء،و إنما عسى أن نقف على أوجه الخلل و الصواب لا غير.
و الله ولي التوفيق.