أممد ولد أحمد يكتب: التشاور وأمل الاصلاح الوطني المطلوب
تكبت الطبقة السياسية الأنفاس هذه الايام في انتظار انطلاق الأيام التشاورية المرتقبة أملا في بلورة مخرجات ناجعة لمواجهة وضع البلد المتأزم على نحو متزايد بسبب تراكم عوامل الفساد و سوء التسيير و تمييع العدالة مع بروز شبح التداعيات الخطيرة للحرب الروسية الأوكرانية من الناحية الاقتصادية و الأمنية و غيرها على بلادنا. و بين الحين و الآخر يأتي من يقذف براشقات تخوين و تشويه لا طائل من ورائها ، و تذكي صراعات عرقية و شرائحية عفى عليها الزمن ، لا تؤدي إلا إلى تعكير صفو الحوار او التشويش عليه : فإن هوية البلد اليوم أصبحت شبه محسومة مع تراجع النفوذ الانفرنكفوني في المنطقة و إن اشراك الأقليات بموضوعية أضحى ضرورة قصوى لدعم اللحمة الوطنية و تامين الجبهة الداخلية...
إني لأهيب بأطراف اللعبة السياسية الوطنية للسمو فوق المفاهيم والمصالح الضيقة ، و تغليب المصلحة العليا للوطن ، فبلدنا يعيش الآن أوضاعا صعبة و غير مستقرة في فترة حرجة و استثنائية ، عنوانها الأبرز هو ضعف الأداء الحكومي من خلال عدم فاعلية الاجراءات المتخذة تجاه إزهاق أرواح مواطنينا الأبرياء و استباحة حدودنا من قبل الجيران ، و التغاضي عن غلاء المعيشة و تردي الخدمات الاساسية كانقطاع الماء و الكهرباء عن احياء العاصمة و غيرها ناهيك عن تآكل البنية التحتية الطرقية الرئيسية (طريق الأمل و نواكشوط – انشيري و غيرها ) مع غياب الصيانة ، و عدم نجاعة التدخل لنجدة قطاع التنمية الحيوانية المهدد بالإبادة تحت ضربات الجفاف... و لقد ظلت الادارة ْ المحلية قاصرة عن أداء المهام المنوطة بها بشهادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في تصريحاته الأخيرة.
و لمواجهة هذا الوضع المقلق ، فمن الطبيعي إذن أن يشكل الحوار بارقة الأمل لدى المهتمين بالشأن العام ، خاصة و ان اللجان التحضيرية مشكورة قد وضعت اليد على مكمن الخلل ، فأقترحت المواضيع المناسبة لورشات التشاور : الحكامة و الوحدة الوطنية و الديمقراطية.
فعلينا ان نغتنم هذه الفرصة بتحييد الخلافات و عقد التفاهمات في سبيل الاتفاق على الحلول المناسبة و العملية لإنقاذ وطننا الجريح قبل فوات ألأوان ، فكلنا في نفس المركب .. و لن يفلح الأرض إلا عجولها.
حمى الله موريتانيا من عبث المفسدين و كيد الخائنين.
أممــــد ولد أحمـــد