روصو: حقوقية تطالب رئيس الجمهورية بـ "إعلان المخدرات أولوية وطنية عاجلة"

الحقوقية مريم أمبي

الحقوقية مريم أمبي

طالبت ممثلة رابطة النساء معيلات الأسر في روصو مريم أمبي، رئيس الجمهورية بإعلان المخدرات أولوية وطنية عاجلة، واعتبار مكافحتها جزءًا من الأمن القومي.

 

ودعت في نداء موجه لرئيس الجمهورية بـ "إطلاق حملة وطنية شاملة لملاحقة التجار والمروجين، من أكبر الرؤوس حتى أصغر الموزعين، دون حماية أو حصانة لأي كان".

 

كما طالب بـ "تغليظ العقوبات القانونية المتعلقة بتجارة المخدرات، وإنشاء محاكم خاصة للنظر في قضايا المخدرات بسرعة وفعالية".

 

نص النداء كاملا:

نداء الوطن: فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني

في لحظة فارقة من تاريخ وطننا العزيز، وفي ظل تحديات متسارعة تعصف بشعوب المنطقة، يواجه المجتمع الموريتاني خطرًا داخليًا صامتًا، لكنه بالغ الخطورة، ينهش جسد الأمة ويستهدف عماد مستقبلها: شبابها.

هذا الخطر يتمثل في تفشي المخدرات والمواد السامة، التي أصبحت تُباع وتُروج في الأسواق، في المدارس، في الأحياء، وقد تكون حتى في القرى البعيدة، بلا رادع فعلي ولا محاسبة حقيقية.

المخدرات: سلاح تدمير ناعم لكنه قاتل

لم تعد المخدرات مجرد مشكلة اجتماعية أو قضية صحية، بل أصبحت أداة لتفكيك المجتمعات، وضرب استقرار الدول، وتحويل الطاقات الشابة إلى ضحايا عاجزين أو أدوات إجرامية. نحن لا نتحدث عن حالات فردية معزولة، بل عن شبكة إجرامية منظمة تنخر في جسد الوطن، تجذب الشباب بالوهم وتتركهم فريسة للإدمان، والجريمة، واليأس، بل والموت.

القصص التي تصلنا من داخل الأحياء الشعبية، ومن محيط المدارس، تدمي القلوب: شباب في عمر الزهور يفقدون السيطرة على حياتهم، أسر مفجوعة بأبنائها، جرائم لا تفسير لها سوى تأثير المخدرات، في ظل ضعف الردع.

الدولة مسؤولة، والمجتمع ينادي

إن مسؤولية الدولة، وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية، جسيمة في هذا السياق. نحن نعلم أنكم فخامة الرئيس تولون أهمية كبيرة للشباب، وللتماسك المجتمعي، وللأمن الوطني. لكن الخطر الداهم الذي نواجهه اليوم يتطلب تحركًا استثنائيًا، وقرارات جريئة تترجم هذا الحرص إلى أفعال ملموسة.

نناشدكم بما يلي:

1. إعلان المخدرات أولوية وطنية عاجلة، واعتبار مكافحتها جزءًا من الأمن القومي.

2. إطلاق حملة وطنية شاملة لملاحقة التجار والمروجين، من أكبر الرؤوس حتى أصغر الموزعين، دون حماية أو حصانة لأي كان.

3. تغليظ العقوبات القانونية المتعلقة بتجارة المخدرات، وإنشاء محاكم خاصة للنظر في قضايا المخدرات بسرعة وفعالية.

4. تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مكافحة التهريب العابر للحدود.

5. دعم برامج التوعية والوقاية والعلاج، وتمويل مراكز إعادة التأهيل وبناء شراكات مع المجتمع المدني والعلماء والجهات التربوية.

6. فتح المجال الإعلامي للنقاش الحر حول الظاهرة، دون تكميم أو تحجيم، فالمعركة تحتاج إلى وعي جماعي.

مستقبل أبنائنا ليس قابلًا للمساومة

ليس هناك ما هو أثمن من روح شاب موريتاني، وليس هناك ما هو أخطر من أن نرى أبناءنا يسقطون واحدًا تلو الآخر، بينما تجار الموت يثرون ويزدادون قوة.

لا نريد أن نصحو ذات يوم على واقع مريع لا يُمكن إصلاحه. لا نريد أن تُلعن هذه المرحلة من أجيال قادمة تقول: "تخلوا عنا حين كنا نحترق".

فخامة الرئيس،

إننا نكتب إليكم من باب الأمل والثقة في قدرتكم على إحداث التحول، كما عهدناكم في محطات أخرى مصيرية.

إن صوت الوطن اليوم يقول بوضوح:

"أنقذوا أبناءنا، أنقذوا موريتانيا من براثن المخدرات."

مريم امبي 7/5/2025

 

7 May 2025