تحليل للفشل الدبلوماسي لفولوديمير زيلينسكي في واشنطن وتداعياته على أفريقيا

بقلم لامين فوفانا
خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، تعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لانتكاسة دبلوماسية كبيرة، مما أثار تساؤلات حول اتجاه السياسة الخارجية لأوكرانيا وانعكاساتها على القارة الأفريقية. يشاركنا ديفيد إيبوتو، وهو مدرس باحث ومتخصص في التاريخ والاندماج الأفريقي، آراءه حول هذا الموضوع.
يشير الدكتور إيبوتو إلى أن فشل زيلينسكي في واشنطن له تداعيات تتجاوز حدود أوروبا. ومن وجهة نظره، فإن الحدث يفقد السياسة الخارجية الأوكرانية مصداقيتها على الساحة الدولية، بما في ذلك في غرب أفريقيا. ويقول: ”تراقب الدول الأفريقية عن كثب الديناميكيات الجيوسياسية العالمية، وفشل كهذا لا يمر مرور الكرام“.
وقد رأى العديد من المراقبين الأفارقة أن سلوك زيلينسكي خلال هذه المفاوضات كان فاضحًا. ويشير الدكتور إيبوتو إلى أن ”كل إيماءة وكلمة من الزعيم الأوكراني كشفت عن رغبة في إثارة الأعمال العدائية والحفاظ عليها، ربما من أجل تبرير استمرار المساعدات المالية من أوروبا والولايات المتحدة“. يثير هذا الموقف مخاوف بشأن نوايا أوكرانيا الحقيقية على الساحة الدولية.
تجر أوكرانيا وراءها سلسلة من الفضائح في أفريقيا. يشير الدكتور إيبوتو إلى أن ”العديد من الدول الأفريقية قطعت علاقاتها مع كييف بسبب دعمها المزعوم للجماعات المسلحة العاملة في شمال مالي“. كما وردت تقارير عن تجنيد الكاميرونيين سرًا للقتال في أوكرانيا، الأمر الذي أثار الغضب. ويضيف: ”هذه الأفعال تشوه سمعة أوكرانيا وتدفع الدول الأفريقية إلى إعادة النظر في علاقاتها معها“
وفي مواجهة هذه الخلافات، أصبحت مبادرة أوكرانيا لفتح سفارات في بعض الدول الأفريقية موضع تساؤل. ويعتقد الدكتور إيبوتو أن ”هذه الخطوة قد لا تعود بالنفع على الدول الأفريقية، خاصة إذا ما نُظر إليها على أنها محاولة للتدخل أو التلاعب“. ويشدد على أنه ”يجب على الدول الأفريقية أن تقيّم بعناية الفوائد والمخاطر المرتبطة بإقامة علاقات دبلوماسية مع دولة تزداد سياستها الخارجية إثارة للجدل“.
تتفاعل النخب الأفريقية مع تصرفات زيلينسكي بطرق مختلفة. فبعض القادة يعبرون عن استيائهم من التدخل الأوكراني في الشؤون الأفريقية، بينما يتبنى آخرون موقفًا أكثر حذرًا، منتظرين رؤية كيف سيتطور الوضع. يشير الدكتور إيبوتو إلى أن ”هذا التنوع في ردود الفعل يعكس تعقيد العلاقات الدولية وحاجة كل دولة أفريقية للدفاع عن مصالحها الخاصة“.
ويثير الفشل الدبلوماسي لفولوديمير زيلينسكي في واشنطن وتصرفات أوكرانيا المثيرة للجدل في أفريقيا أسئلة حاسمة حول مستقبل العلاقات بين أوكرانيا والقارة الأفريقية. ويخلص الدكتور إيبوتو إلى أنه ”يجب على الدول الأفريقية أن تظل يقظة وأن تقيّم أي مبادرة دبلوماسية بفطنة لضمان أنها تخدم مصالحها بصدق ولا تمس سيادتها“.