سحب الشكوى ومؤشر تراجع التصعيد/ عبد الفتاح ولد اعبيدن

بعد أن سحب الطالب بوي ولد الشيخ آياه شكواه من عبد الرحمان ولد ودادى ستصبح محاكمة ولد ودادى أقل صعوبة،إن اتجه الزميل لعدم التصعيد فى تصريحاته أمام القضاء،المتوقع استماعه له اليوم،6/2/2025.

و قد لا يكون بحث هذا الموضوع المتعلق بثروة أهل الشيخ آياه مفيدا بشكل بين،فاتهام هذه الأسرة من غير قرائن مفحمة لا يعنى سوى توريط أفراد عديدين دون مبرر وجيه،و تنقية مصادر الأموال مفيد جدا،لكن التنبيه لذلك و حزم السلطات يكفى،لأن الاتهام دون دليل لا يفيد سوى الإضرار بالناس و تعقيد شبكة المصادر المالية الواردة لبلدنا.

و تراجع وتيرة محاكمات الصحفيين بعد سحب الشكوى مهم لتحصين الصحافة و الصحفيين.

و قد شهدت هذه المأمورية الثانية إثارة حول بعض المواضيع ذات الصلة بالإعلاميين،مما تسبب فى سجن أو إقالات من الوظيفة،و هو ما دعا البعض للتساؤل حول أسلوب التعامل مع الصحافة،و رغم قص بعض أجنحة قانون الرموز،إلا أنه ظل يسمع له ذكر فى مرافق الاتهام،رغم ما يثير من جدل ،على رأي البعض،حيث لم يقبل المجلس الدستوري تحصين الشخصيات العمومية بحجة الرمزية،و ما زال موضوع رمزية الرئيس مصدر اتهام للبعض،حيث بقيت تلك الفقرة على حالها.

و قد شرعت الصحافة منذ مطلع التسعينات و أبلت بلاءً حسنا فى التوجيه و نشر المعلومات المفيدة و الأخبار المختلفة و واجهت الحكومات المتعاقبة و سخرت من الرؤساء فى سياق انتقاد أسلوب عملهم،و ذلك شأن الصحافة لدى كافة الديمقراطيات العريقة،لكن موريتانيا فى العهد الحالي استحدثت قانون الرموز ،و رغم ما أثار من اعتراضات على محاولات تمريره على مستوى البرلمان،إلا أن النظام الحالي نجح فى ترسيمه عبر البرلمان،ثم نقص مفعوله المجلس الدستوري،و بقي جزء منه،متعلق برمزية الرئيس ظل مصدر تموين للسجن،حيث اتهم بالأمس ولد بدكى الملقب فيصل بسب الرئيس و أحيل للسجن.

و رغم أهمية الابتعاد عموما عن أسلوب السب و الشتم خصوصا إذا تعلق برأس هرم السلطة(ولي الأمر فى القاموس الإسلامي)،إلا أن الكثيرين هنا فى موريتانيا يطالبون بتعميق الحرية الإعلامية و الابتعاد عن تقييدها،بأي شكل،لأهمية النقد لتقويم هفوات العمل العام.

و لقد أثبتت الصحافة فى موريتانيا قدرتها على مكافحة بعض المفسدين و إثارة الكثير من القضايا المهمة،و ما زالت سائرة على هذا النهج التحرري الانعتاقي التنموي.

و رغم سحب الشكوى من طرف الطالب بوي فقد اعتبرت النيابة ما نشر ولد ودادى شائعات تشكل خطرا على الاستقرار و طالبت بسجنه ،بينما قررت المحكمة تأجيل الحكم للأسبوع القادم،بإذن الله،و قبل ذلك طالب محامى المتهم العميد إبراهيم ولد أبتى بتبرئة المدون عبد الرحمان ولد ودادى.