أما آن للتعليم أن يصلح؟ (6 من 10)

بقلم: د. المختار بن آمّين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.

 

أما بعد،

فهذه الحلقة السادسة من هذه السلسلة، أخصصها للحديث عن التلميذ، والتلميذ هو نقطة الارتكاز في العملية التعليمية، ومحور دائرتها، وقطب رحاها، وأبادر لأقول إنه يجب ألا يمكّن من التعامل مع التلاميذ – تعليما وإدارة مدرسية – إلا من خضع لبرنامج تأهيلي تربوي يستوعب مراحل النمو التربوي وخصائص كل مرحلة وأبرز أسس التعامل التربوي مع ذويها.

 

وهو بهذا ليس معلما فحسب، بل هو مربٍّ ومعلم في آن معا، يبني النفوس، ويتقن كيفية استثمارها، ثم يغذيها بالعلم النافع، بأفضل الطرق المؤثرة.

 

وإذا شرع المعلم المؤهل بالمؤهلات المطلوبة في عملية التربية التعليمية فلن يعدم أمثل الطرق للتعامل مع التلاميذ والتغلب على صعوبات تربيته.

 

ومن أهم المقترحات في إصلاح التعليم من حيث ما يتعلق بالتلميذ:

- تفعيل قرار إجبارية التعليم في سن الطفولة، ومحاسبة الأسر المخالفة له،

- التواصل مع أولياء أمور التلاميذ بشكل دوري وأخذ انطباعاتهم عما يقدم لابنهم،

- الفصل التام بين الجنسين أثناء الدراسة – خاصة فيما بعد الابتدائية - تجنباً لتشويش الذهن،

- الحرص على التناسب العمري بين التلاميذ، لتسهيل التعامل التربوي الصحيح المثمر معهم،

- توفير جو صحي ونفسي ملائم،

- إشاعة جو من الحرية المنضبطة والتفاعل الإيجابي، بعيدا عن الكبت والضغط والمصادرة،

- تدريب التلاميذ على التفكير والمناقشة الحرة والمنضبطة بالأدب الرفيع،

- تنظيم جلوسهم في الفصل بطريقة تسمح للجميع بالسماع والرؤية بوضوح، فلا يحجب بعضهم بعضا،

- إحياء مبدأ المكافأة والعقوبة بشكل تربوي ومتوازن وهادف،

- اكتشاف الفروق الفردية بين التلاميذ، والعمل التربوي وفقها،

- توفير الآليات والأدوات الرياضية اللازمة في المدرسة،

- توحيد الزي المدرسي، وهو معتمد في كثير من دول العالم، وقد أثبت فوائده، ومنها:

1. أنه يشكل هوية نفسية يعتز بها التلميذ، فتضفي عليه راحة نفسية،

2. أنه يقلل الفوارق بين الأغنياء والفقراء، فيقل الحسد والكبر... إلخ،

3. أنه يحد من شره التبذير المذموم {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا}،

4. أنه يدرب على الانضباط والنظام والتحضر،

5. أنه يوفر للأهالي بعض أموالهم التي كانوا يجبرون على صرفها في ملابس التلاميذ،

6. أنه ينمي روح الانتماء، وهي حاجة نفسية بشرية،

7. أنه يشعر بالمسؤولية (اطروح العار) علميا وخلقيا،

8. أنه يحد من ظواهر التقليد الأعمى للموضات الغبية،

9. أنه يوفر الوقت الذي ربما أهدره التلميذ في تحري اختيار لباسه المدرسي.

 

إلى غير هذا من الفوائد المشاهدة والملموسة.

 

وفي الختام:

هذه مقترحات قد تنفع إذا عمل بها ضمن مجموعة من الإجراءات تقدم بيان بعضها، وسأبين بعضا آخر في الحلقات القادمة إن شاء الله.

       

فإلى الحلقة القادمة.

 

29 October 2024