جامعة المحظرة الشنقيطية الكبرى بأكجوجت: منارة علم، وإشراقة حضارة!

الدكتور: أحمد إسحاق - أستاذ جامعي

جامعة المحظرة الشنقيطية الكبرى بأكجوجت العزيزة، مدينة العلم، والعطاء: فكرة رائدة؛ تجمع بين النموذج المحظري، والتطور الأكاديمي، وهي فرصة عظيمة لإبراز صورة البلد، وإشعاعه، وتميز أهله، ومكانة الشناقطة قديما، وحديثا؛ في حفظ العلم الشرعي، ونشره، ونشر ثقافة العالم، العامل، الوسطي، اللوذعي، الألمعي، والأمة في جميع مراحلها؛ تحتاج من يحفظ عليها علمها بأصوله، وفروعه، ومقاصده، وقواعده، والرسوخ في علم الآلة لفهم كل ذلك، وليست الأمة في وقت من الأوقات؛ أحوج لذلك من أيامنا هذه؛ حيث كثر الجهل، وقل العلم، والفهم، وضعفت الهمم؛ وجامعة المحظرة الشنقيطية الكبرى بأكجوجت: هي مجال واسع لكل ذلك، نسأل الله لها العون، والتوفيق، والسداد، وأن يعينها في أداء رسالتها النبيلة، ويحفظها من كيد الأعداء الشانئين، والمتربصين بدين الله، وكل ما يخدمه ويقوي شوكته، وعلينا جميعا أن نكون يدا واحدة، وصفا منيعا في وجه كل من يتربص بها، أو يسعى للتقليل من شأنها، وأن يرد كيده في نحره؛ وهنا ينبغي استحضار معان:

 

أولا: أن خدمة دين الإسلام الحقة؛ إنما تكون بحفظه، ونشره، والدفاع عنه، ولا ننسى في هذا السياق أننا: الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

 

ثانيا: يبدأ الدفاع عن المؤسسة وخدمتها من منتسبيها أولا، ثم من المقتنعين بفكرتها، وضرورتها، وأهميتها في حفظ الدين وعلومه على الأمة..

 

ثالثا: استحضار أن من الصدقات الجارية: (علم بثه في صدور الرجال)، وما أحوجنا لترك الصدقات الجارية؛ حين تعز وتشتد الحاجة إلى الصدقات، وحين لا يكون دينار، ولا درهم، وفي الصحيح: (.. فإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا هذا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر)..

 

وفي الأخير، لا ننسى في هذا الإطار أن نذكر أن: السلطات العليا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية: إنما أنشأت هذه الجامعة؛ لأجل هذه الأهداف السامية، وإظهار صورة البلد الناصعة، وإبراز مكانته بين الأمم؛ في التميز بالعلم، وسفارته، وإظهار ثقافة الشناقطة الراسخة، وسموهم في إتقان العلم الشرعي، وحفظ لغة القرآن، ونشر معان الأخلاق، والسماحة، والرحمة؛ التي جاءت بها الشريعة، ودعت إليها، وتصحيح صورة الإسلام الناصعة المبنية على العلم الشرعي الراسخ بالأسانيد المتصلة، والنصوص المحققة؛ هكذا أرادت لها السلطات العليا في البلد، وهكذا أراد لها كل من  أراد خيرا للبلد وإشراقته، والأمة وسموها، وترسيخ قيم دينها الحق..

 

أعز الله جامعة المحظرة الشنقيطية الكبرى بأكجوجت وبارك فيها، وفي جهود كل من ساهم في تطويرها، وتقويتها، ونيلها مكانتها اللائقة بها بين صفوف الجامعات الشرعية واللغوية في شتى أصقاع العالم، وجعلها قبلة، ومنارا لكل الراغبين في التضلع من علم الشريعة، ولغتها؛ بأسلوب يجمع بين العلم الراسخ، والفهم العميق، والرؤية المستنيرة.

 

28 October 2024