تونس.. سعيد يغير الوُلاة قبل أقل من شهر من انتخابات الرئاسة
عين الرئيس التونسي قيس سعيد، الأحد، ولاة في 9 محافظات كان المنصب فيها شاغرا، وغيّر 15 واليا بمحافظات أخرى قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وأعلنت الرئاسة التونسية ليل الأحد/الاثنين في بيان عبر فيسبوك أن "سعيد قرر إجراء حركة في سِلك الولاة"، بعد نحو أسبوعين من تعديل حكومي واسع، وقبل نحو شهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 أكتوبر.
وبحسب البيان تم تعيين 9 ولاة جدد في ولايات لم يكن فيها ولاة منذ أشهر، وهي العاصمة تونس وأريانة وباجة والكاف والقيروان والمنستير والمهدية وصفاقس وقابس.
كما شملت التعيينات الجديدة تغيير ولاة 15 محافظة تونسية أخرى (من إجمالي 24)، وفق البيان.
ولم توضح الرئاسة التونسية في بيانها أسباب التغيير الذي أجراه سعيد في مناصب أغلب الولايات التونسية في هذه الفترة.
وبقيت كل من محافظات تونس (منذ مارس/آذار 2023) والكاف منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، وصفاقس منذ يناير/كانون الثاني 2023، وباجة منذ أغسطس 2022 والقيروان منذ أغسطس 2023 ووقابس منذ مارس 2023، دون والٍ.
وبقيت أيضا في ذات الوضع كل من المهدية والمنستير منذ مارس الماضي، وأريانة منذ يونيو/حزيران الماضي، حيث أعفى الرئيس سعيد كل ولاة المحافظات التسعة وفق مراسل الأناضول.
وبحسب المادة 106 من دستور 25 يوليو/تموز 2022 "يسند رئيس الجمهورية باقتراح من رئيس الحكومة الوظائف العليا المدنية والعسكرية" بما فيها تعيين وإعفاء الولاة.
والـ15 والي الذين تم تعيينهم جدد هم: "وسام المرايدي واليا لبن عروس خلفا لعز الدين شلبي، ومحمود شعيب لمَنُّوبة (شمال) خلفا لمحمد شيخ روحو".
فيما تولت هناء شوشاني ولاية نابل (شمال شرق) خلفا لصباح ملاك، وسالم بن يعقوب لبِنزرت (شمال) خلفا لسمير عبد اللاوي، وكريم البرنجي لزغوان (شمال) خلفا لمحمد العش.
وفي ولايات الشمال الغربي، تولى هشام الحسومي جندوبة خلفا لسمير كوكة، وخالد الواعري لسِليانة خلفا لوليد العباسي، بينما عُين سعيد فيصل بالسعودي لسيدي بوزيد (وسط) خلفا لعبد الحليم حمدي، وزياد الطرابلسي للقصرين (وسط غرب) خلفا لرضا الركباني.
كما عُيّن سفيان التنفوري واليا على سوسة (وسط شرق) خلفا لنبيل الفرجاني، وسليم فروجة لقَفصة (وسط) خلفا لنادر الحمدوني.
وشمل التغيير في الولاة التونسيين أيضا كل محافظات الجنوب (عدا صفاقس) حيث عُين شاهين الزريبي واليا لتوزر خلفا لأيمن البجاوي ومعز العبيدي لقِبلي خلفا لمحمد الطيب خليفي، ووليد الطبوبي لمِدنين خلفا لسعيد بن زايد، وأمير القابسي لتَطاوِين خلفا لحافظ الفيتوري.
وفي 25 أغسطس/ آب الماضي، أجرى سعيد تعديلا موسّعا على الحكومة شمل 19 وزيرا و3 كتّاب دولة، استثنى منه 5 وزارات هي: الداخلية والعدل والصناعة والمالية والتجهيز.
وأتى التعديل الحكومي قبل انتخابات رئاسية مقررة في 6 أكتوبر المقبل، ويخوضها 3 مرشحين بينهم سعيد.
وفي 8 أغسطس المنصرم أعلن سعيد تكليف وزير الشؤون الاجتماعية كمال المدوري، برئاسة الحكومة خلفا لأحمد الحشاني، الذي عيَّنه رئيسا للحكومة في 1 أغسطس 2023، بعد إنهاء مهام رئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن.
وترأس الحشاني، الحكومة الـ14 بعد الثورة التي اندلعت في ديسمبر/ كانون الأول 2010، وثاني حكومة بعد بدء سعيد فرض إجراءات استثنائية في 25 يوليو/ تموز 2021.
وشملت هذه الإجراءات: حلّ مجلسي القضاء والبرلمان، وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء.
وتعتبر قوى تونسية تلك الإجراءات "انقلابا على دستور الثورة (دستور 2014)، وتكريسا لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى مؤيدة لسعيد "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987 ـ 2011.