رغم كل النواقص تمسكوا بعروة الاستقرار والسعيد من اتعظ بغيره/ عبد الفتاح ولد اعبيدن

مكة المكرمة _ تعود بعض الجواسيس على نقل جوانب فى نظرهم ضارة ببعض أسيادهم فى سياق بعض الأنظمة السياسية التقليدية.

فطريقة نقل العقلية المخابراتية القديمة أحيانا،تكشف ضعف تحليل و عدم دقة نقل أولائك الجواسيس الفاشلين القاصرين ،ليضربهم عور أسلوبهم الهش المتجاوز ،و يرتكسون فى حفرة الكيد و سوء المقصد و الجهل!.

هذا نفس مصير بعض من ينقل جانبا من فوكالات و مقالات بعض ذوى التوجيهات الاستراتيجية الهادفة الرفيعة،التى أصر على إبلاغها مثلا،و بقصد حسن و عميق ،قد لا يفلح بعض القاصرين من ممتهنى الجاسوسية التقليدية على سبر أغواره.

صديق لي دأب على النصح المغرض و النقل السريع الفاسد المتناقض ،و فى الأخير و قفت بباب الرحمان ،بعدما تيقنت فساد طريقته و انكشاف و افتضاح مساره ،فدعوت المنتقم أن ينتقم ،و يكشف السوء مطلقا،فجاء الهاتف الرباني ،الفرج قريب و شامل و مريح مطلقا،لكن بشرط مواصلة الجهد ،لأن أسلوب مثل هؤلاء عوق الإصلاح ،ردحا طويلا من الزمن فى موريتانيا،و لنبدأ بالإصلاح من الداخل .
و فى كافة القطاعات،و أولهم ربما قطاع الخبر و تحديد الخطط و الاستراتيجيات،فقلت أقبل و أفهم قصة العمل على تصحيح مسار المخابرات ،من أجل تمييز الخبر الصحيح الموضوعي من الخبر المغرض الكاذب،فما أمر الاستراتيجيات و رسم فحسب ،استراتيجيات ناجعة قابلة للتطبيق ،مستوعبة لضرورات الواقع الملحة الاستعجالية،قال محاورى ،عندما نطرد أصحاب النفوس المريضة المتآمرة ،سنكتشف و لو ببطء ،أصحاب الهمم و المبدعين و حملة مشروع الإصلاح الجاد،و هم على مشارف الساحة،و ربما مشارف ساحة الحرية و الانعتاق ،ينتظرون لحظة الطرد الجماعي المستحق لذلك الفريق المنتهى الصلاحية ،ممن يحرفون الكلم عن مواضعه،فهل نتحرك بعزيمة و سرعة و فعالية،قبل فوات الأوان؟!.

و طبعا هذا النقص قد لا يشمل تحقيقا ،إلا بعض الفريق،و فى جانب ربما توظيف الخبر ،و ليس فى الغالب إمكانية فبركة و توصيل الأخبار الزائفة.

و أنبه الرئيس غزوانى لضرورة مراجعة  بعض ما يكتبون،سواء كانت تقارير أمنية أو غيرها ،عن مستويات تتجاوز أحيانا قدرات و طاقات فهمهم.

و من خلال متابعتي الدقيقة لردود فعل الرئيس غزوانى ،بدأت أفهم لماذا لم تسقط موريتانيا كليا فى حمأة الفشل التام،لأن هذا الرئيس الحالي تصعب مغالطته ،عبر التعليقات المغرضة الهدامة،فكل الفاشلين من داخل قطاع أو آخر ،يعملون على حماية باطلهم بالنقل الفاسد و التحليل الأفسد،حتى أضعفوا مفهوم الدولة و أغلب أوجه نفوذها العمومي ،لصالح حميتهم الجاهلية الضيقة الفيروسية،فأضحت مقاليد الأمور شبه مجتمعة بين يدي التوجيهات القبلية و الجهوية و لوبيات و نفوذ بعض موميات العشرية،المصرة على التشبث بساحات النفوذ ،التى باتوا سيطردون منها كليا،و دون أمل فى الرجوع ،للمهازل السالفة السبك و التدبير الممجوج ،المكروه ،عند عامة الشعب و رأيه العام المؤثر،بإذن الله.

 أنصار الطرح القبلي و الجهوي و أنصار العشرية المهلكة المتجاوزة ،باتوا يشعرون بالخطر الوشيك،و أصبح رئيسنا المنقذ بعون الله،غزوانى ،على علم و بدقة ،بتفاصيل المشهد المتموج،نتيجة للتراجع النسبي لسطوة الدولة ،لصالح اللوبيات الضيقة الأفق،و العاقبة للإصلاح و هيمنة و ترسيخ مفهوم الدولة والعدل،بإذن الله،لكنها باختصار مرحلة ارتجاج انتخابي عابر مؤقت ،بإذن الله.

و لكن قطاع المخابرات و نقل الأخبار و رسم الخطط هو الأجدر بالمراجعة و الغربلة،فالمخبرون بأسلوبهم القديم المتهالك المتجاوز أحيانا،لم يتمكنوا من اكتشاف وجه الخلل الأخطر،و هو أن بعضهم و بعضهم فحسب ،يكتب حسب ما يريد هو ،و ليس ما ينبغى ،و ما هو حاصل على وجه واقعي ملموس،فتقدم النفوذ المغرض فى جبهات عديدة ،على حساب مصلحة ترسيخ مفهوم الدولة و التعايش الراقى ،و المنصف للجميع!. 

و لعل المخابرات هي أهم قطاع مطلقا فى أي دولة مسلمة واعية،من أجل تكريس إزدواجية(فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف)،فلابد من رفع مستوى المخابرات بكافة المعانى الإيجابية و العمل باستعجال على تعميق إصلاحها و تعميق أدوارها،لتتجاوز مستوى النقل الصادق للأخبار المتنوعة إلى الاستشراف و رسم الخطط المختلفة و الإسهام فى تسيير كل شاردة و واردة و تقوية مختلف الخطط الاستباقية،على نهج شامل عنوانه،الوقاية خير من العلاج.

و لقد عمل قطاع الدرك فى الزاوية الأمنية و فى الأغلب الأعم ،كمؤسسة،و طبعا فى الفترة الراهنة،على الحرص الشديد على توصيل الأخبار بدقة ،رغم بعض محاولات التحريف فى بعض الملفات المربحة العابرة ،مثل الحوادث أو غيرها،لكن القطاع الدركي و بمستوى تكويني و مهني قانوني مريح،استطاع أن يساهم فى بناء الدولة بمفهومها العادل المتوازن المنصف ،و كذلك على منحى متفاوت ،سارت مختلف القطاعات الأمنية الوطنية.

و فى الوقت الراهن،عملت ،حسب علمي،الشرطة و الحرس و غيرهما على حماية المعلومات من التلاعب،و ظلت العقدة و بعض أوجه الأزمة،ضمن هذه الملفات المتعددة الصادرة من الأجهزة الأمنية،فى أسلوب التحليل و التعليق،و لعب أساسا بعض الجنرالات الحاليين أو المتقاعدين،من أمثال محمد ولد مكت و البرور و بلاهى ولد أحمد عيشه و مسقارو و غيرهم،دورا محوريا فى حماية الجهات المخزية النافذة ،صاحبة القرار المركزي،من الوقوع فى شرك توظيف المعلومات الأمنية،القابلة موضوعيا لتعدد الفهوم،كل هذا مع عمق الحس الأمني و الخبرة الأمنية المعتبرة،لدى القيادة،طبعا السيد الرئيس،صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى.

و رغم الخطر المستمر النسبي،لقابلية التحريض الخاطئ،عبر موج المعلومات الصحيحة و المغلوطة نسبيا،إلا أن الوضع مع حذر الرئيس غزوانى و وعيه للموضوع،لايبعث كثيرا على القلق،رغم الحاجة الفائقة للحذر المستمر المضاعف،بإذن الله و عونه و حفظه.

و فى الختام ينبغى أن نسجل أن الدور الإيجابي لمؤسستنا العسكرية و أجهزتنا الأمنية و مختلف مؤسساتنا المدنية و مع تسامح شعبنا و حرصه العميق على الاستقرار و وعيه الحازم الشرعي ،لخلاف ذلك ،من التحريض على الحاكم،كل هذا منحنا ،لله الحمد،دولة مستقرة مطمئنة آمنة.

و مهما كانت نواقصها و عثراتها الموضوعية،فنحن جديرون بالتمسك بعروة هيبتها و سلطتها،و محاولة تحسين الأداء ،بعيدا عن الحقد و التنطع.

فمكسب الاستقرار يستحق باختصار الانصياع لهيبة الدولة و محاولة الإصلاح من الداخل ،بحكمة ،و بعيدا عن التحامل و الكراهية،مهما كانت طبيعة نواقص الواقع المؤلم،المأمول الإصلاح،بإذن الله.

و قد قيل قدما،الحياة ألم يخفيه أمل،و أمل يحققه عمل،بإذن الله.

و السعيد من اتعظ بغيره.

 

 

25 April 2023