نيجيريا.. شح النقد يؤثر على النازحين في رمضان

يشعر العديد من النازحين في شمال شرقي نيجيريا أن ندرة حيازة الأوراق النقدية من العملة المحلية (النيرة)، تؤثر بشكل كبير في سهولة حصولهم على الغذاء والضروريات الأخرى خلال شهر رمضان.

آدم صالح الذي يعيش في مخيم مديناتو للنازحين في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو الشمالية الشرقية، قال للأناضول، إن أسرته المكونة من خمسة أفراد بدأت شهر رمضان وهي "قلقة بشأن ما يمكنها تناوله من الطعام".

وأضاف: "كوني مسلما أعتبر كل شيء من تدبير الله، لكن هذا العام كنا خائفين للغاية قبل بداية شهر الصيام".

وأوضح صالح، أن مخاوفه كانت "بسبب نقص الأموال لشراء الحبوب وغيرها من الضروريات لإعداد الأطباق المحلية الشهية قبل حلول الشهر الكريم".

وأدت السياسات الاقتصادية الجديدة للحكومة، والتي أدخلت نسخة جديدة من الأوراق النقدية في ديسمبر/ كانون الأول 2022، إلى نقص في السيولة النقدية المتداولة.

وبدأت نيجيريا إصدار نسخة جديدة من عملات بقيمة 200 و500 وألف نيرة لمكافحة التضخم وغسيل الأموال في البلاد.

وأشار صالح، إلى أنه "لا يملك حسابا مصرفيا وتخلى عن عمله في بيع الحطب، لأن الزبائن توقفوا عن الشراء بسبب نقص السيولة النقدية".

 

الحل في التبرعات

وحكى حبيب مودو (47 عاما) للأناضول، تجربته المماثلة لما يعيشه جاره صالح قائلا إنها "المرة الأولى منذ سنوات التي أقضي فيها الشهر الكريم دون طعام كاف".

وأضاف: "هذه المرة الأولى منذ 2015 التي نشهد فيها هذا العوز، لكن الحمد لله".

ويعتمد بعض النازحين على تبرعات فاعلي الخير حيث قالت هجرة محمد الأم لسبعة أطفال للأناضول، إن "البعض قدم لنا الطعام، لكننا نحتاج أيضا إلى المال لشراء بعض الضروريات".

وقال مسؤول محلي للأناضول، طالبا عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالحديث عن إدارة المخيمات، إن "هناك أكثر من 20 ألف نازح في ثلاثة مخيمات بالمنطقة".

ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة أُجبر نحو 3 ملايين شخص على البحث عن ملاذ أكثر أمنا في مخيمات النازحين بعد فرارهم من منازلهم عقب الهجمات العنيفة لجماعة "بوكو حرام" والتي بدأت عام 2014 على الحدود الشمالية الشرقية لنيجيريا.

وعاد أكثر من نصف النازحين إلى ديارهم، حيث أعيد توطينهم في مجتمعات محلية من قبل حكومة ولاية بورنو.

 

ارتفاع الأسعار

ويشتكي النيجيريون عموما من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والضروريات الأساسية.

وقال تاج الدين إيدو سائق حافلة في مدينة لاغوس التجارية، إنه أنفق هذا العام ضعفي ما أنفقه في السنوات السابقة استعدادا لشهر رمضان.

وأضاف للأناضول: "تكلفة المعيشة وأسعار الطعام مرتفعة"، مشيرا إلى أنه "في العام الماضي أنفق 40 ألف نيره (80 دولارا) لشراء الطعام وأشياء أخرى لعائلته" في رمضان.

واستدرك: "لكن هذا العام، لم تكف 60 ألف نيرة (130 دولارا) لشراء جميع الأشياء التي كنت أشتريها قبل رمضان".

وبحسب إحصاءات رسمية عام 2021، يبلغ عدد سكان نيجيريا 211 مليون نسمة، نصفهم من المسلمين.

 

4 April 2023