بالأهازيج و"التمجاد" القبلي.. هكذا يستقبل سكان النعمة الرؤساء (صور)

وكالة أنباء لكوارب (النعمة) - طغت مظاهر الحضور القبلي على الاستقبال الذي نظمه سكان ولاية الحوض الشرقي لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي وصل مدينة النعمة صباح الخميس 02-03-2023 ليترأس أول اجتماع لمجلس الوزراء تحتضنه المدينة.

 

وقد حشدت مختلف بلديات الولاية، وكان التنافس قويا بين المجموعات القبلية، التي اختارت كل واحدة منها حيّزا من مكان الاستقبال للتعبير عن ذاتها.

 

وسعت هذه المجموعات إلى جذب انتباه الآخرين من خلال تكرار "التمجاد" الخاص بكل مجموعة قبلية على حدة، والذي يثير الكثير من الحماس بين صفوف الحاضرين.

 

أهازيج شعبية تقليدية، ورقص على أنغام الطبول، مظاهر كانت حاضرة اليوم في مدينة النعمة وهي تستقبل رئيس الجمهورية.

 

ويقول حماد ولد شيخن، وهو شيخ سبعيني إن "التمجاد" عادة متأصلة في الشرق الموريتاني، كما هي موجودة في عدد من مناطق الجنوب، ويعتبر أنها مرتبطة بأمجاد وقوة القبائل في الشرق، وأنهم يرددونها لبث روح الحماس، وللفت الانتباه لحجم المستقبلين من هذه القبيلة أو تلك.

 

ويعتبر أن الحضور القبلي على مستوى مدن الشرق لا يزال مسيطرا بشكل كبير، مشيرا إلى أن الجماهير الحاضرة تتحرك بأوامر رسمية من مسؤولين كبار، وشيوخ، ورجال أعمال.

 

وقد لاحظنا خلال يومين قبل الزيارة وصول حشود من أنحاء متفرقة في مسيرات تستخدم سيارات رباعية الدفع لتأكيد مستوى القوة والحرص على الحشد لاستقبال رئيس الجمهورية.

 

أبرز أنواع "التمجاد"..

وقد رصدنا خلال تجوالنا بين مختلف محطات الاستقبال تكرار عبارات مختلفة من قبيل "جاد" و"بابيه" و"دكو" وسيبى"، و"اجم" و"المخ"..

 

ومع ذكر أي واحدة من هذه العبارات يرتفع صوت الطبل والزغاريد، إضافة إلى تمايل النساء، وبعض الرجال، طربا لها.

 

أصل له جذور..

يؤكد حماد ولد شيخن، أن عادة استقبال الرؤساء بهذه الطريقة متأصلة في منطقة الشرق، مؤكدا أنه حضر استقبالات نظمت لعدة رؤساء موريتانيين، ولم تكن هناك أي اختلافات تذكر في طريقة الاستقبال.

 

ويرى أن نفس الحماس بين القبائل، والتنافس في الحشد لا يزال كما كان، مستبعدا أن تنتهي هذه الظاهرة في الوقت القريب، مفسرا ذلك بالقول إن استفادة السياسيين كبيرة من استحضار البعد القبلي، وذلك من أجل رفع مستوى الحماس، والتعصب في صفوف أنصارهم.

 

بعض المتابعين يرى أن هذه المظاهر تقف حجر عثرة أمام تكريس الدولة الحديثة، مؤكدين أنه آن الأوان لوضع حد لها.

3 March 2023