بائعات السمك في مواجهة كورونا (تقرير)

أثرت جائحة كوفيد 19 على كافة مجالات الحياة اليومية لسكان العالم  ،  وخلفت نتائج عكسية على حياة الناس وأعمالهم وخصوصا أصحاب الدخل المحدود والمشاريع الصغيرة التي يعتمد أصحابها على دخلها اليومي بشكل مباشر  في حياتهم.
كماهو حال   العديد من النسوة الموريتانيات العاملات ببيع السمك على شاطئ البحر  أو في   أسواق المدينة المترامية الأطراف ، ويدر  هذا النشاط أرباحا تساعد هؤلاء في إعالة أسرهم وتربية أبنائهم خصوصا أن الغالبية العظمى منهن مطلقات ومعيلات أسر.
وفي ظل جائحة كورونا والإجراءات المصاحبة لها وجدت العديد من هؤلاء النسوة أنفسهن كما يقولون  في حكم العاطلات عن العمل بسبب  ضعف المردود المادي من هذه المهنة وأنعكاس الجائحة على  قطاع الصيد والعاملين به.
مامي بائعة سمك في سوق مسجد المغرب تقول  كانت بدايتي في هذا العمل منذو سنوات فقد أجبرتني الظروف  الصعبة  على أمتهان هذه المهنة أنا مطلقة ولدي ولد وبنت، وأعيل أسرتي من دخلي المتواضع.
تضيف مامي كانت جائحة كورونا  أسوء فترة مرت بي في حياتي ،  حيث قل الدخل وتعثر العمل.
في أحايين كثيرة  أذهب ألى الشاطئ لشراء السمك الذي سأبيعه في هذه السوق لكنني أعود دون أن أشتري شيئ  بسبب أرتفاع سعر السمك ، بالإضافة إلى تكاليف الحفظ والتبريد  وهذا ما يعني مزيد من التكاليف الإضافية.
وبعدما ظننا أننا تجاوزنا محنة كوفيد 19 فاجئنا أرتفاع أسعار المحروقات الذي أنعكس هو الأخر على أسعار السمك مما جعل مردونا منه ضعيف جدا وبالكاد  يكفي لسد حوائجنا نحن في وضع صعب نحتاج المساعدة من الدولة لنتجاوز هذه المحنه.
زينب هي الأخرى  بائعة سمك وخضار في السوق ذاته  تقول:  دائما ما أتعرض للخسارة بسبب عدم معرفتي الدقيقة بأمور الحساب  وكثيرا ما  أكتشف خسارتي  بعد فوات الأوان أي بعد نهاية الدوام لأكتشف أن الفارق كبير بين سعر الشراء وسعر البيع.
رغم ذلك قد يبتسم الحظ في وجوه أخريات ويغير  حياتهم إلى الأفضل.
كماهو حال خذي صار صاحبة محل لبيع السمك والخضار بالبصرة في مقاطعة السبخة ، أختارت خدي الأبتعاد عن السوق وفتح مشروعها في محل محاذ لمنزلها ، حيث يقبل عليها الجيران يوميا لشراء ما يلزمهم من الأغراض ، تقول خدي بدأت مشروعي منذو خمسة سنوات فقط  وقد غير حياتي للأحسن أجني  أرباحا معتبرة والحمد لله وأنصح النساء بنبذ الكسل والعمل. 

 كثر هم النساء اللائي تغدين مساء إلى الشاطي ل التزود بالسمك من أصحاب زوارق الصيد التقليدي و تخزينها وتبريدها ومن ثم عرضها  في ا الأسواق صباحا ، حيث يقبل عليهن  الزبائن لشراء ما يحتاجونه من عينات السمك  المعروضة لديهم.

تقول فاطمة وهي ربة منزل وإحدى رواد هذا السوق  أجيئ بين الحين والأخر إلى هنا لأتزود بالسمك والخضار، حيث يعرف سوق مسجد المغرب أنه من أرخص الأسواق سعرا لكنه لم يعد كذلك ، أشتري السمك دائما من عند هؤلاء النساء العاملات اللائي يكسبن من عرق جبينهم ويعجبني كثيرا إصرارهن على العمل رغم المخاطر التي قد يتعرضون لها أو معرضون لها كنساء.

وبحسب أحدث إحصاء لمنظمة معيلات الأسر في  موريتانيا  فإنّ نسبة معيلات الأسر تقدّر بـ 38 في المائة من مجمل  الأسر الموريتانية. بينما لا يتجاوز نصيب المرأة العاملة في الوظائف القيادية 4 في المائة، بالرغم من أنّ النساء يمثلن 51.6 في المائة من السكان.
 
وتعتبر المنظمة أنّ الطلاق هو السبب الرئيسي لارتفاع نسبة المعيلات. فهو لا يعطي المرأة حقها في النفقة وتربية الأبناء. كما أنّه يحمّل المرأة النتائج المأساوية للتفكك الأسري وتخلي الرجل عن مسؤولياته الاجتماعية.

و من جهة أخرى يطالب باحثون بحماية المرأة من الاستغلال والعمل في مهن غير مناسبة، وتخصيص إعانة لمعيلات الأسر ومحاربة الفقر والأمية في أوساطهن ووضع خطط لتقليص نسب الطلاق.

ويرى  الناشط الحقوقي حدمين أعمر فال :   أن  القطاعات  غير المصنفة تضم العديد من اليد العاملة التي ينقصها الدعم ودمجها في الحياة الاقتصادية، وهي مسؤولية تقع على عاتق الدولة، ويضيف أكبر المشاكل  التي يعاني منها هؤلاء  النسوة هي مشكلة التخزين والتبريد  لو وفرت الدولة مكانا مناسبا لتخزين وتبريد السمك بأسعار رمزية لكانت أستفادتهم أكبر.

 

سيدي أعل
  "تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا".

 

9 August 2022