صورة استوقفتني!!

على صورة كتب عليها: القراء لا يسرقون واللصوص لا يقرأون".

       عبارة عبقرية كتبها صاحب منصة بيع كتب في كامبرديدج ،Cambridge لتأكيده على ثقته فى القراء الذين لن يسرقوه حال عدم تواجده أمام منصته، وقد حملت الصورة المنتشرة على مواقع التواصل حينها شكل منصته الخاوية، وأمامها القراء يطالعون الكتب ويضعون النقود، وفوقها عبارة: "منصة لبيع الكتب فى كامبريدج بدون بائع"!!

    تأثير الصورة وواقعها لم تتوقف عند حد الثناء والاعجاب فقط، فقد أمتدت أثارها إلى العالم العربي فلسطين والقاهرة حملات بنفس الاسم " القراء لا يسرقون واللصوص لا يقرأون" لجمع ملايين الكتب وعرضها في الطرقات  والميادين كمافعل صاحب مكتبة كامبريدج...

   في بلدي موريتانيا(شنقيط) أرض المنارة والرباط بلاد الشناقطة والكتب والمكتبات واللغة العربية والمليون شاعر...

     الوضع يختلف فلا زيارة للمكتبات ولا قراءة..!!

    كتبت في هذا الموضوع مقالات من بينها: اللغة العربية بين مكائد أعدائها وانهزام أبنائها !!

 

  وعباقرة موريتانيا يعيشون الاهمال قبل الدفن في التراب وثقافة التحصيل بين الشناقطة الأوائل والشناقطة الجدد!!

وجائزة شنقيط : طاقات وطنية عالية مهدورة!! 

  صحيح ان  رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني حضر تقسيمها مرتين وهذا له دلالته حيث حضرت معه البعثات الدبلوماسية الهيئات العلمية العربية والاقليمية والدولية وهذا يذكر فيشكر وهو مالم يحدث طيلة 15سنة الماضية فكان الرئيس السابق يكلف رئيس  الوزراء مما حد من صيت الجائزة وتدويلها..!!

 وقد كتب آنذاك مقالا بعنوان: رئيس الجمهورية يرد الاعتبار لجائزة شنقيط

   الا ان هذا كله سيظل ناقصا مالم تفتح الدولة للحاصلين على الجائزة هيئة  او أكاديمية تجمعهم وقد وصلوا في آخر نسخة لها سنة 2021م ، 74 فائزا من اصل3000 عملا تقدم للجائزة منذ انتشاءها سنة2001م

    مازال مجلس جائزة شنقيط على حاله لم يطرأ عليه  تغيير منذ نشأته!!

     ولم تتدخل الدولة الى الآن لتشخيصه واعادة هيكلته!! كما انها لم تستفد من الحاصلين على الجائزة في تخصصاتهم المختلفة!!

     منذ سنوات أطلق معاوية ولد الطايع الرئيس الاسبق حملة واسعة النطاق لمحاربة الأمية إستفاد منها آلاف حملة الشهادات و كذالك 75000 شخص أمي. وقام بتشييد 56 دارا للكتاب و216 مكتبة عمومية لكن المشروع لم ير النور نتيجة للجشع المادي  رغم انه نجح في كل من تونس وسوريا ومصر. !!

     واليوم يعمل مئاتُ الشباب المُوريتانيين على إنشاء مكتبةٍ في العاصمة انواكشوط تضُـم آلافَ الكتب، وتكون أكبرَ مكتبةٍ في البلاد.

    وقال الشبابُ الذين تخرّجوا من تخصصاتٍ مُختلفةٍ إنهم استطاعوا جمعَ أكثرَ من اثنيْ عشر ألفَ كتاب، وإنهم يَطمحون لجمع عشرين ألفَ كتاب قبل فتح المكتبةِ أمام الزوار.

   وتهدف المكتبة وفق القائمين عليها إلى إنعاش الساحة الثقافية الموريتانية ونشر ثقافة المطالعة وتوفير الكتب للإعارة بالمجان، من أجل العودة إلى الكتاب وإلى خلق مجتمع قارئ.تحت عنوان: اقرأ معي).
في مقال سابق بعنوان: الثقافة الموريتانية بين مقولتين!!

 يعرض لمقولة لوزير التعليم العالي السابق بأن الثقافة والشعر لاتبني الدول!!

      وعلى النقيض من مقولة الوزير فاننا نجد الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله رحمه الله يقول: ان موريتانيا لن تحقق شيء الا بالثقافة  لم يحقق  الرجل الكثير للثقافة زمن حكمه القصير.. !!
    ولكن  سجل له التاريخ هذه المقولة التي فشل في تجسيدها.!!

   ليس من السهل ان يقف المثقف متفرجا وهو يرى الهيئات العلمية والجامعية تتهاوي امامه وتغوص في المياه الآسنة!! 

   فهل ترجع الدولة الى محاربة الامية بتشجيع القراءة ودعم الكتاب والمكتبات؟ ولماذا لاتلفت الى نخبتها وتؤطرها في تجمع طوعي يمكن الاستفادة منه لتخلق بذالك مجتمعا لايسرق!!

 

أ.المرابط ولد محمد الخديم

 

16 July 2022