الحكومة في غزة: المطالبة بإخلاء رفح استمرار لنهج "الإبادة" الإسرائيلية

اعتبر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، سلامة معروف، الاثنين، أن مطالبة الجيش الإسرائيلي إخلاء مناطق في شرقي رفح جنوبي القطاع "استمرار لنهج الجرائم والإبادة الصهيونية" ضد الشعب الفلسطيني.

وقال معروف في بيان، إن "إعلان جيش الاحتلال عن أن مناطق شرق رفح أنها خطرة يجب إخلائها من السكان، يؤكد النية المسبقة لشن عدوان على المدينة ويتوافق مع التصريحات المعلنة من رئيس حكومة الاحتلال".

وأضاف، أن هذا الإعلان "يدلل أن الاحتلال ذهب إلى مفاوضات التهدئة في القاهرة مخادعا دون التخلي عن فكرة العدوان الواسع على رفح".

وتابع: "نؤكد أن عدوان الاحتلال لم يتوقف لحظة في كل مناطق قطاع غزة، وحتى رفح لم تسلم طوال الفترة الماضية من عمليات القصف والتدمير".

ورأى معروف أن "إعلان اليوم يأتي استمرارا لنهج الجرائم والإبادة الصهيونية ضد شعبنا، ويهدد حياة 1.5 مليون فلسطيني يتواجدون بالمدينة، رغم كل التحذيرات الدولية والإنسانية لمخاطر أي عدوان بري على رفح".

وأشار إلى رصد تجاوب محدود من المواطنين مع أوامر الإخلاء الإسرائيلية.

وأكد أن المؤسسات الحيوية شرقي رفح مازالت تعمل كالمعتاد، وفي مقدمتها معبر رفح البري ومستشفى أبو يوسف النجار.

وشدد معروف، على "رفض مزاعم الاحتلال بربط هذا الإعلان بخصوص رفح بعملية المقاومة (أمس الأحد) في موقع كرم أبو سالم العسكري"، لافتا إلى أن "العدوان على رفح مستمر منذ اليوم الأول لجريمة الإبادة حيث ارتقى بالمدينة نحو ألفي شهيد حتى اللحظة".

واعتبر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن "هذا الإعلان هو اختبار حقيقي لجدية المواقف الدولية المحذرة والرافضة لأي عدوان بري على رفح، ويضع مصداقية كل الجهات التي أعلنت مواقف رافضة للعدوان على المدينة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على المحك".

والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه "بناء على موافقة المستوى السياسي، تم البدء في "الإجلاء المؤقت" للفلسطينيين من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي، تمهيدا لعملية عسكرية محتملة.

وحسب مراسل الأناضول، فإن المنطقة التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها في عملية وصفها بأنها "محدودة" تضم معبر رفح البري على الحدود مع مصر، وهو المعبر الرئيسي الذي تمر عبره المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والوحيد الذي يستخدمه الفلسطينيون بغزة للسفر إلى الخارج.

كما يستخدم معبر رفح لنقل عشرات من الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة يوميا لتلقي العلاج بالخارج في ظل شح الإمكانيات الطبية في مستشفيات القطاع.

وسبق ودعت دول عدة على رأسها الولايات المتحدة ومصر التي تقود الوساطة بين تل أبيب وحركة حماس بالتعاون مع قطر إلى تجنب أي عملية عسكرية رفح المكتظة بالنازحين لخطورتها، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء الداعمين له في حكومته يصرون على العملية بذريعة أن رفح هي "آخر معاقل حركة حماس" وللضغط على مسار المفاوضات.

وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة تسببت بسقوط مئات الآلاف من الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، ناهيك عن الدمار الهائل في المباني والبنى التحتية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

 

 

6 May 2024