تهديدات تلغي موعد "وليمة عرس عند رجل الكهف" في بيروت

أعلن مسرح “المونو” في بيروت، الأربعاء، أنه ألغى عروضا لعمل فني للبناني الكندي وجدي معوّض، بعد إخبار قضائي في حق معوّض على خلفية اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل، و”تهديدات جدية” تلقّاها “بعض الفنانين والفنيين”.

وطلب الإخبار القضائي توقيف معوّض، وهو مدير مسرح “لا كولّين” الفرنسي البارز، “بجرم التواصل مع العدو الإسرائيلي”، نظراً إلى ما وصفه بـ”تاريخه التطبيعي” معه.

وأسف المسرح البيروتي، في بيان أصدره مساء الأربعاء، “لإعلان إلغاء العرض العالمي لمسرحية “Journée de Noces chez les Cromagnons” (وليمة عرس عند رجال الكهف) لوجدي معوّض المقرر إقامته في 30 أبريل”.

وأوضح المسرح في بيانه أن “هذا القرار الصعب اتُخذ بسبب الضغوط غير المسبوقة والتهديدات الجدية التي تعرض لها مسرح المونو وبعض الفنانين والفنيين (…) من قبل جهة لم تكتف باللجوء إلى كافة وسائل الترهيب وببث العبارات العدائية أو المزاعم التشهيرية فحسب، بل قامت أيضًا بتقديم إخبار ضد الكاتب والمخرج العالمي وجدي معوض امام النيابة العامة العسكرية”.

وأضاف أن “سلامة موظفينا والفرق التقنية وجمهورنا هي بالنسبة لنا أولوية مطلقة”.

وإذ أكّد المسرح التزامه “الدائم بحرية التعبير”، وعَد “بالمضي قدمًا في تقديم أفضل الأعمال المسرحية، رغم كل العراقيل”.

وقالت مديرة المسرح جوزيان بولس لوكالة “فرانس برس”: “تعرض الممثلون المشاركون في المسرحية لمضايقات عبر هواتفهم في الأسبوعين الأخيرين، وكذلك تعرضنا كمسرح لمضايقات (…)، وبعد التقدّم بإخبار قضائي ضد معوّض لم نعد نستطيع المخاطرة”.

وأضافت “من المؤسف جداً أن نضطر إلى إلغاء عمل في هذا المستوى (…)، خصوصاً أن الممثلين كلّهم لبنانيون”.

إخبار وحملة

كانت “هيئة ممثلي الأسرى والمحررين” غير الحكومية أعلنت في بيان، الاثنين، أن محامياً تقدّم بوكالته عن سبعة من المعتقلين السابقين لدى إسرائيل “بإخبار أمام النيابة العامة العسكرية بجرم التواصل مع العدو الإسرائيلي ومخالفة قانون مقاطعة إسرائيل” ضد معوّض، طلب فيه “تكليف السلطات المختصة بوقف عرض مسرحيته وتوقيف المخبر عنه بجرم التواصل مع العدو الإسرائيلي”.

واعتبرت الهيئة أن مسرحيات معوّض “ممولة من العدو الإسرائيلي”، وأنه ينشر “فكرة التطبيع” معه.

وفي 6 أبريل طالبت “حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان” بوقف عرض مسرحية معوّض، متحدثة عن “تاريخه التطبيعي والترويجي للاحتلال الإسرائيلي”.

وطلبت الحملة من الجهات المعنية إيقاف هذا العمل “منعاً للتطبيع ولتبييض جرائم العدو الاسرائيلي”، حسب بيان رسمي أصدرته الحملة.

ومن الاتهامات التي تم تداوها في بعض وسائل الإعلام أن مسرحية “الكل عصافير ” (Tous des oiseaux) (عام 2017) كانت ممولة من السفارة الإسرائيلية في باريس ومسرح “كاميري” في تل أبيب.

وكان يفترض أن تقدّم المسرحية، التي كتبها معوض أساساً بالفرنسية، باللهجة اللبنانية على الخشبة البيروتية، ويتولى معظم أدوارها ممثلون لبنانيون.

وتتناول المسرحية، التي كان مقررا عرضها حتى 19 مايو، قصة عائلة لبنانية تعيش وسط يوميات القصف وانقطاع التيار الكهربائي خلال الحرب التي شهدها لبنان بين عامي 1975 و1990، وتستعد لزفاف ابنتها المفترض.

ويحضر في العمل “الحنين إلى ماضِ مفقود وألم الغربة وشبح الحرب”، حسب بيان سابق لـ”المونو” عن المسرحية.

 

11 April 2024