الدولة المسؤول الأول عن حماية دين الشعب وهي كفيلة بذلك/ عبد الفتاح ولا اعبيدن

عندما أكتب لا أكتب بلغة الإشارة أو التقية،فلست فى مقام يدعوني لذلك إطلاقا.
منذ سنوات تتكرر نشاطات على مستوى الوطن باسم دور الدين الإسلامي فى تعزيز السلم،و ستظل هذه الأنشطة مفيدة فعلا ما ابتعدت عن التأثر المباشر أو غير المباشر بأي دعوة مشبوهة،بل الحزم يدعو للتذكير،و مهما يكن مستوى تقدير الجميع و تقديري الشخصي لجميع علمائنا ،و دون تمييز،بأن نحلة “الإبراهيمية”، تتسم بطابع ماسوني جلي جدا،و الله وحده هو من يخبرنا بالطريق لرضوانه،قال الله جل شأنه:”وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.

إن التبشير الضمني أو الصريح بالإبراهيمية ،على الطريقة الماسونية الصهيونية مرفوض،و من يتجرأ من أي موقع ،على الدعوة لدين غير الإسلام فى موريتانيا،فأنى موقن بأنه سيواجه ،رسميا و شعبيا ،بكل صرامة،و من يتوهم غير هذا فسيدفع الثمن،و قد سبق لأحدهم بمكاشفة بعض الفقهاء بقناعته بهذا التوجه الماسوني القذر،فلقي الرفض و التقبيح. الصريح،و منذ ذلك اليوم لم يتجرأ أحد على التصريح بمثل تلك الضلالات.

و أنشطة البعض ،محليا أو عربيا ،فى اتجاه التبشير بهذا المذهب الماسوني مرفوض و لا داعي لاستفزاز الشعور و الرأي العام الموريتاني فى هذا الصدد،و معروف موقف النظام و الشعب الموريتاني من قضية غزة،فالرئيس غزوانى لم يجامل يوما،فى أمر غزة و ما يجرى عليها من هجوم و اعتداء وحشي.

و رغم أهمية الموقف الإيجابي،الذى صرح به البعض اليوم،تجاه غزة،إلا أن الحزم ضروري تجاه أي تحرك ،مهما كان،قد يفهم منه جاهل أو متوهم دعم مباشرا أو غير مباشر ،للمذهب الصهيوني الإبراهيمي،و لا نجاة إلا بالإسلام وحده،و لنستمسك بالعروة الوثقى فحسب.

 رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا،و بمحمد ،صلى الله عليه و سلم،نبيا و رسولا.

و الدولة قطعا هي المسؤول الأول عن حماية دين الأمة و إبعاده عن كل شبهة أو توظيف غير مأمون،و من يجامل فى هذا الاتجاه،سيندم فى الدنيا و الآخرة.

فأمر الدين أمر عظيم ،و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو فى الآخرة من الخاسرين.

و من البديهي أن علاقة الدولة الموريتانية بقيادة صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى بشعبها و عمقه الديني و الحضاري أفيد لها و أحزم من الانفتاح غير الحذر على أي أنشطة مشبوهة،قد تجر للتبشير لخراب عقدي صهيوني ،قد يدعمه بعض الأشخاص أو الدول.

و رغم ثقتي فى علم و مكانة علامتنا ،عبد الله ولد بي و خلو هذه الأنشطة المنسوبة إليه ،من مثل هذه التوجهات،و حرصه على إدانة الاعتداء على غزة،إلا أن أمر الدين لا مجاملة فيه ،لصالح لأي كان،فقلبي يخفق خوفا من أي تفريط فى هذا الاتجاه ،تحت ضغط المصالح أو محاولات توغل البعض.

و ليعلم الجميع أننا لن نجامل فى هذا الجانب،فلا دين لنا إلا الإسلام.
و لندعو الله جميعا بالبوار لجهود أي شخص من الداخل أو الخارج ،يحاول الترويج لهذا المذهب الصهيوني الإبراهيمي،و ربما سيرى البعض مستوى الخسارة،عند المبالغة فى مجاملة أي انحراف عقدي.

و أما استغلال أنشطة بريئة باسم السلام للإساءة للعلامة عبد الله ولد بي،فهذا مرفوض أيضا و مطلقا،و هذه الأنشطة ،رغم مصدر تمويلها ،إلا أن ما يظهر منها،على الأقل،و قيل قدما،عليكم بالظواهر،لا شية فيه،و لكن كما يقال فى المثل الحساني البليغ:”أحكم اتزيد ألا إحكيم”،و من ترك الحزم ذل،فهذا طبعا موجه لمن يمكن أن يتوهم الخلط السلبي.

و مرحبا بعلامتنا عبد الله ولد بيه ،حفظه الله و رعاه،و مرحبا بأنشطته،التى نرجو من الله أن تستمر فى سياق طابعها الحازم السلمي الإيجابي،و مرحبا برعاية الرئيس غزوانى لكل الأنشطة المفيدة.

و لا شك أن الرئيس غزوانى رغم إدراكه لأهمية الاستقرار السياسي و أهمية الحفاظ على الحوزة الترابية و أهمية كذلك الأمن الغذائي،يدرك أن الأمن العقدي و الأخلاقي أهم من ذلك كله،و لن يتحقق ذلك الأمن العقدي و الأخلاقي و الحضاري،إلا بالتمسك الصارم الحازم بالعروة الوثقى،مصداقا لهذه العقيدة الصافية،و ملخصها،رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا،و بمحمد ،صلى الله عليه و سلم ،نبيا و رسولا.

و للتذكير هذه النحلة المسماة “الإبراهيمية “،على الطريقة الماسونية،يرمز لها البعض بمجسم للعبادة،يحاول الجمع عبثا بين المسجد و كنيسة النصارى و بيعة اليهود،ضمن مخطط وهمي للجمع بين الأديان الثلاثة المشار لها،و طبعا هذا كفر صريح و مهازل الصهاينة و أشياعهم من المتصهينين،و طبعا لا علم لي شخصيا فى موريتانيا بمن يدعو صراحة،لمثل هذه الردة،لكن أوردت هذه القصاصة ،تذكيرا و تنبيها،و الدولة بداهة،جادة فى محاربة أي شكل من أنواع الردة،كما هو معروف و مجرب،على غرار مكافحتها لحملات التنصير العلنية أو السرية ،و غير ذلك من جهود التضليل،لكن أعداءنا من اليهود و النصارى ستظل جهودهم مستمرة لإغواء بعض مجتمعات المسلمين ،بمختلف المخططات،المستترة تحت مختلف المسميات و الشعارات.

و نحن مطمئنون لجهود دولتنا و كافة علمائها و فقهائها للدعوة الإسلامية الصحيحة،و الحث على التمسك بالصراط المستقيم،و ليظل كافة الموريتانيين مستمسكين بالعروة الوثقى،رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا،و بمحمد،صل الله عليه و سلم،نبيا و رسولا.

و رغم أهمية جهود علمائنا جميعا فى سياق الدعوة الإسلامية أو تجذير السلم بين الأمم و المجتمعات،و من أبرز هؤلاء العلماء العلامة ،عبد الله ولد بي،حفظه الله،إلا أن الموقف من القضية الفلسطينية كما قال أمر مهم و يستدعى التركيز و التضامن العلني الملموس،مثل ما أعلن بالأمس فى مؤتمره،و لكن ملابسات أخرى و تشابكات ضمن بعض العلاقات و التوحهات تستدعى أيضا و بإلحاح ضرورة التصريح ضد كل نحلة تكتسى طابعا منحرفا و خطيرا،و فى هذا الاتجاه حرصت على التذكير بأهمية اليقظة العميقة فى كل ما من شأنه أن يمس من صفاء العقيدة الإسلامية المانعة من الزلل و الخسران المطلق،يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

12 January 2024