جنين.. دمار كبير يخلفه الجيش الإسرائيلي بعد انسحابه

بعد 3 أيام من عملية عسكرية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، انسحب الجيش الإسرائيلي عصر الخميس، مخلفا دمارا كبيرا بعدما هدم منازل وأحرق أخرى، وقتل 12 فلسطينيا، حسب مصدر رسمي.

ووفق مراسل الأناضول، دمرت الآليات العسكرية الإسرائيلية شوارع المخيم بما فيها بنيته التحتية، من شبكات صرف صحي وكهرباء ومياه واتصالات.

وبمجرد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المخيم عاد مئات السكان لتفقد منازلهم وممتلكاتهم.

وكان الجيش الإسرائيلي قد انسحب من مخيم جنين بشكل كامل عصر الخميس.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان وصل الأناضول، إن "عدد شهداء مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية ارتفع منذ الثلاثاء، إلى 12 فلسطينيا، سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما أصيب 34 بالرصاص الحي بينهم 3 بحالة خطيرة".

وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 287، وفق معطيات لوزارة الصحة الفلسطينية، رصدتها الأناضول.

وكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ عملية عسكرية واسعة في جنين ومخيمها، فجّر خلالها 20 منزلا، واعتقل 700 فلسطيني أفرج عن غالبيتهم بعد تحقيق استمر لساعات وفق تصريحات كمال أبو الرب، القائم بأعمال محافظ جنين للأناضول.

ويكثف الجيش الإسرائيلي عمليات الاقتحام والاعتقال والقتل في بلدات ومدن الضفة الغربية، بموازاة حرب مدمرة يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

 

** المنزل احترق كاملا

من جهتها، قالت صابرين عارف (33 عاما) من سكان حي الدمج في مخيم جنين، وهي تتفقد منزلها المحترق بعد الانسحاب الإسرائيلي، إنها نزحت منه جراء العملية العسكرية التي استمرت نحو 3 أيام.

وأضافت للأناضول: "أطفالي أصيبوا بالخوف والهلع جراء التفجيرات والرصاص والاقتحامات، والآن منزلي المكون من 3 طوابق، لا شيء فيه، احترق بشكل كامل".

بدوره، قال ماهر نافع (70عاما)، وهو يقف على ركام منزله المدمر: "منذ الساعات الأولى للاقتحام، حوّل الجيش الإسرائيلي منزلي إلى نقطة عسكرية، وتم التحقيق معنا، ثم أجبرنا على الرحيل منه".

وتابع للأناضول أنه "بعد ساعات من إخلاء البيت، تم تفجيره بشكل كامل، ثم تحول إلى كومة ركام".

وأشار إلى أن "عددا من المنازل المجاورة تضررت جراء تفجير منزلي"، متسائلا: "لأي سبب تم تفجير المنزل؟".

وتقول الفلسطينية سميرة أبو غبارية (55 عاما)، إن القوات الإسرائيلية تهجمت على عائلتها، ودمرت محتويات المنزل.

وأردفت للأناضول: "تم التحقيق معنا لساعات، ولدي ولدان رهن الاعتقال، حيث طلب منا إخلاء المنزل، وخرجنا مع قليل من المتاع".

ويسرد سكان آخرون في المخيم مشاهد من الاقتحام، والتحقيق الميداني الذي أجرته القوات الإسرائيلية مع السكان، وسط تدمير ممتلكات السكان وتفجير بعض المنازل.

وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، تتخللها عمليات دهم واعتقالات للفلسطينيين.

يتزامن ذلك مع حرب مدمرة يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة خلّفت حتى الخميس، 18 ألفا و787 شهيدا و50 ألفا و897 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

 

14 December 2023