وول ستريت جورنال: فاغنر ترسل جيولوجيين لاستكشاف مناطق غنية بالموارد في مالي

قال مسؤولون أمنيون غربيون إن مجموعة فاغنر الروسية أرسلت علماء جيولوجيين لاستكشاف المناطق الغنية بالموارد في جنوب غرب ووسط مالي قبل نشر مرتزقتها هناك، وفقا لوول ستريت جورنال (Wall Street Journal).

 

ونسبت الصحيفة الأميركية في تقرير لمحرريها بنوا فوكون وجو باركينسون لهؤلاء المسؤولين قولهم إن توقيت هذه الاستكشافات يشير إلى أن فاغنر تستخدم القوة العسكرية لتطهير مناطق من السكان، حتى يتسنى للشركة الوصول إليها للتنقيب والتعدين.

 

وذكرت الصحيفة أن مرتزقة فاغنر انتشروا هذا العام جنبا إلى جنب مع القوات المالية في المناطق الوسطى والغربية من مالي، مشيرة إلى أنهم متهمون بالتورط منذ مارس/آذار فيما لا يقل عن 6 مذابح مزعومة، وفقًا للناجين ولمسؤولين غربيين ومسؤولين في الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، مما تسبب في فرار عشرات الآلاف عبر الحدود إلى موريتانيا.

 

ونسبت وول ستريت جورنال لمحققي الأمم المتحدة قولهم -في تقرير غير منشور اطلعت عليه الصحيفة- إن قوة مشتركة من القوات المالية وأشخاصا "ذوي بشرة بيضاء" دهمت مجموعة من الرعاة قرب الحدود مع موريتانيا، وأعدموا العشرات منهم. وقال ناجون للصحيفة في مقابلات إن الحادث وقع رغم أنه لم يكن هناك قتال في المنطقة وكان الرعاة غير مسلحين.

 

ونقلت الصحيفة عن آنا بورشيفسكايا، وهي خبيرة مختصة في الشؤون الروسية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قولها "مالي تجمع بين كونها دولة ذات موارد طبيعية مهمة وذات حكومة ضعيفة"، مشيرة إلى أن روسيا تنتهز هذا الوضع فتقدم خدمات وتحصل على مبتغاها من خلال فاغنر.

 

وتنفي السلطات الروسية أي علاقة لها بفاغنر، لكن وسائل الإعلام الرسمية الروسية كانت في الأشهر الأخيرة مليئة بالتقارير الصحفية التي تشيد بمآثر هذه الشركة وبطولاتها في أوكرانيا، وفقا لوول ستريت جورنال.

 

الصحيفة قالت إنها تواصلت مع السلطات الروسية والمالية لأخذ وجهة نظرهما، لكن تلك السلطات لم ترد.

 

ووقعت فاغنر، حسب مسؤولي الأمم المتحدة، عقدا في ديسمبر/كانون الأول عام 2021 مع المجلس العسكري الحاكم في مالي، تحصل بموجبه على 10 ملايين دولار مقابل القتال ضد المتطرفين الإسلاميين.

 

لكن فاغنر كشفت بسرعة أن لديها طموحات مالية أخرى تتجاوز تحصيل راتب شهري للمرتزقة.

 

وتعد مالي رابع أكبر مصدر للذهب في أفريقيا، كما تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والمنغنيز واليورانيوم والليثيوم، وهو معدن يستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وذلك وفقا لوزارة التجارة الأميركية وهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

 

وتقول الصحيفة إن عمليات فاغنر تسببت حتى الآن في نزوح آلاف الماليين من مناطقهم بعد أن قضى الكثير منهم في مذابح تتهم هذه المنظمة بأنها هي المسؤولة عنها.

 

ويرى ريتشارد ميلز جونيور، نائب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في تصريح أدلى به في يونيو/حزيران الماضي، أن "مجموعة فاغنر لن تجلب السلام إلى مالي، وبدلا من ذلك، ستعمل على تحويل الموارد الطبيعية والاقتصادية بعيدا عن حرب مالي ضد الإرهاب".

 

المصدر : وول ستريت جورنال

 

22 August 2022