لماذا لم يرفع الحصار عن مالي؟

يبدو أن مجموعة الايكواس لن يغفروا لرئيس الوزراء المالي الدكتور تشوغيل كوكالا مايغا فرفع الحصار مرهون بالاطاحة به منذ خطابه المشهور في الأمم المتحدة والذي انتقد فيه سياسات فرنسا في مالي ، إذ يعتبرونه العقل الاستيراتيجي لكل خطوات الحكومة المالية حاليا .. 

 

فقد حشدت قوى سياسية ومجتمعية مطالبة الإطاحة به  لا لشيء سوى أنه يختلف عن الآخرين رغم سعيه الحثيث للمّ الشمل .. والغريب حشد المناوئين له من كل الاتجاهات لتحقيق هذا الهدف والى الآن لم تنجح تلك المحاولات ، وحتى انتظار قرار رفع الحصار للشهر المقبل ما هو إلا تقديم فرصة لتنفيذ خطتهم بإيعاز منهم  لمن يعتمدون عليهم في الداخل ، 

 

والرئيس هاشمي مصرّ على التمسك به ولا يلتفت إلى الدعوات التي يتم إطلاقها هنا وهناك ، وهو ما جعل البعض يصفونه بالغطرسة والتكبر ولكن الحقيقة غير ذلك ..

 

فقد كانوا يتوقعون سقوط الحكومة بعد أسبوعين من الحصار وها نحن في الشهر السادس منه دون شيء يذكر ..

 

أما عن الدول التي تحفّظت هذه المرة فليس مفاجئا فموقف #النيجر معروف من مالي في ظل استضافتها  لقوات فرنسية كانت رابضة في مالي وتم طردها منها فمشاكستها دائما لا تفاجأ ، أما #غانا فصاحب الصفقات الهائلة مع فرنسا قدرها ٥٠٠ مليون دولار فلا مفاجأة أيضا  لكن موقف #نيجيريا هذا الذي فاجأنا صراحة ..

 

أما عن الدول التي تحفّظت هذه المرة فليس مفاجئا فموقف #النيجر معروف من مالي في ظل استضافة لقوات فرنسية كانت رائعة في مالي وتم طردها منها فمشاكستها دائما لا بد منها ، أما #غانا فصاحب الصفقات الهائلة مع فرنسا قدرها 500 مليون دولار فلا مفاجأة لكن #نيجيريا هذا الذي فاجانا صراحة ..

 

بالإضافة أن نيجيريا لن تغفر لمالي انتداب رئيس توغو فور ياسيمبي  ليكون وسيطها لدى الايكواس بدلا من الاعتماد الكلي على الوسيط المعلن رسميا وهو جوناثان جودلوك  رئيس نيجيريا السابق ... فهذا افتئات على دورها في حل الأزمة ومحاولة لسرقة جهود مواطنها كما تفهم أو هكذا ترى أبوجا تلك الخطوة .. 

 

في وجهة نظري ، أن الحكومة المالية لن تتغير كما يريده هؤلاء القادة وربما سيحصل تعديل وزاري بسيط لكن الخط العام لن يتغير وأتوقع في حال لم يرفع الحصار عن مالي في الشهر المقبل فهذا يعني أن ستحزم  ربما أمتعتها للخروج من الايكواس ..

 

ولكن الثعابين السياسية في الداخل كثيرة فينبغي الحذر و أخذ الحيطة ، لأن الدولة وكينونتها مهددة من الداخل والخارج.

 

حمدي جوارا  - باحث مالي مقيم بباريس

 

 

9 June 2022